فنّ العيش في أمستردام على ضوء تجربة فنانة تشكيليةhttps://www.majalla.com/node/322279/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D9%88%D9%85%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%B9/%D9%81%D9%86%D9%91-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%8A%D8%B4-%D9%81%D9%8A-%D8%A3%D9%85%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D8%AF%D8%A7%D9%85-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%B6%D9%88%D8%A1-%D8%AA%D8%AC%D8%B1%D8%A8%D8%A9-%D9%81%D9%86%D8%A7%D9%86%D8%A9-%D8%AA%D8%B4%D9%83%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A9
في صالة لمعارض أعمال من الفنون التشكيلية المعاصرة في وسط أمستردام، تعرض الفنانة الهولندية أنيت هاك (1955- ...) أعمالها وتصاميمها الفنية، بعدما تركت عملها في تصميم الرسوم والألوان على الأقمشة الصناعية وورق الجدران والموكيت. وهي عملت في هذا المجال الفني طوال 40 سنة، بعدما تخرجت، سنة 1979، من أكاديمية الفنون الجميلة في أمستردام، متخصصة فيه طوال 5 سنوات. ومنذ العام 2019 انصرفت إلى استثمار خبرتها الفنية، المهنية والحرفية المديدة، في أعمال فنية خاصة ومستقلة عن مجال اختصاصها وعملها السابقين.
جزيرة قمرية
والصالة التي تعرض فيها هاك أعمالها الجديدة في الفن المعاصر، قريبة جدا من محترفها في منزلها التراثي القديم الذي لم ترثه عن أهلها، ولن تورّثه لابن أو قريب، طالما أنها لم تنجب أبناء. وهذه حال صديقتها منذ صباها الكاتبة المسرحية الهولندية نيكولين ناكزام، شريكتها في شراء المبنى التراثي الأمستردامي وتملّكه وتقاسمهما الإقامة فيه منذ العام 1955: هاك في الطبقتين الأولى (الأرضية حيث محترفها الفني) والثانية، وناكزام في الثالثة والرابعة.
يقع هذا المبنى وسط سلسلة من المباني التراثية، المتماثلة واجهاتها في طرازها المعماري، والمتباينة الأشكال والألوان، والمتلاصقة في اصطفافها المتناغم على جانبي شارع صغير، لا تدخله السيارات، بين اثنتين من أقنية المياه المتشعبة والمتداخلة والمتشابكة كمتاهة تحوط المربعات والمستطيلات العمرانية التي تشكل قلب أمستردام ووسطها المديني التاريخي والتراثي الأقدم زمنا. وشبكة أقنية المياه الأمستردامية الهادئة - مع المراكب العابرة فيها برخاء، والنوافذ الزجاجية الكبيرة في واجهات المباني - تجعل قلب أمستردام جزيرة قمرية لُعبية، أو كلعبة سقطت إلى الأرض من القمر.
جعلت أنيت يوميات حياتها شكلا من أشكال فن العيش، مثل الطاولات والكراسي وسواها من المقتنيات والديكورات التي صمّمتها أو صنعتها بنفسها
وإذا أضفنا الحدائق البيتية الصغيرة أمام كل بيت وخلفه في ضواحي أمستردام، إلى المراكب وشبكة الأقنية المائية في جهات المدينة كلها، وإلى الغابة الفسيفسائية من النوافذ الزجاجية الكبيرة في واجهات مبانيها وبيوتها، نكون أحصينا المفردات الأساسية للعمران ولنمط الحياة اليومية في أمستردام. لكن علينا أن نضيف إلى هذه المفردات صخب الحياة السياحية الخلاسية في قلب المدينة التاريخي، حيث تقيم الفنانة أنيت هاك التي استقبلتنا مرات في منزلها ومحترفها الفني فيه، مع مُساكنها وزوجها الشاعر والمترجم التونسي خالد النجار.
أما شريكتها في ملكية المبنى وفي إقامتها فيه، الكاتبة المسرحية نيكولين ناكزام، فمثل أنيت، لن يرث حصتَها منه ابنٌ أو قريب، طالما أنها لم تنجب أبناء من زواجها القديم بفنان إيراني انفصلت عنه. وكلما رأيناها أثناء لقاءاتنا أنيت في محترفها الفني البيتي، كانت نيكولين تترك لدينا انطباعا بأنها تعيش وتقيم وحدها، راضية مرضيّة، منذ زمن بعيد. تقف دقيقتين أو أكثر بقليل، ومن دون أن تكون مستعجلة في المغادرة، تغادر صاعدة الدرج الضيق الطويل إلى بيتها في الطبقة الثالثة، فنسمع وقع خطواتها الصاعدة على خشب الدرجات الكثيرة.
لقاءات عابرة
وفي وقفتها دقائق قليلة في المحترف، كانت نيكولين تحادثنا مرحّبة، هادئة مبتسمة بخفر عادي، كأنما تلك الدقائق والكلمات فاصل قصير من إلفة عابر، لا يسبقها ولا يعقبها شيء، لكنها تظل حاضرة كطيف يترك أثرا متخيلا يشير أو يقول إن اللقاءات والحياة فنٌ أيضا، شأن الرسم والنحت والمسرح والمهن الفنية.
أنيت جعلت يوميات حياتها في منزلها ومحترفها شكلا من أشكال فن العيش، مثل الطاولات والكراسي وسواها من المقتنيات والديكورات المنزلية التي صمّمتها أو صنعتها بنفسها. وهي غالبا ما تُسهب في وصفها وإطلاعنا على المواد التي استخدمتها في صنعها، وعلى الحرفة الفنية في أشكال تصميمها، شأن أعمالها في الفن المعاصر في المحترف، وتلك المعروضة في الصالة القريبة. كأنها في هذا تقول إن الحياة في تفاصيلها اليومية ليست سوى فنّ نصنعه في كل وقت ومكان.
لا ينفصل هذا النمط عن تطور فنون العمارة والعيش حينما صارت العاصمة الهولندية بمينائها وبورصتها العالميين أغنى مدن العالم
في أمسية صيفية من أغسطس/ آب الماضي، الذي لا يغيب نور شمسه عن أمستردام قبل العاشرة مساء، دعت أنيت إلى منزلها ومحترفها فنان التطريز الفلسطيني المعاصر، مجد عبد الحميد، للتعارف والتحادث وتبادل الخبرات الفنية. وهي فتحت بوابة المنزل أو واجهته الزجاجية الكبيرة في طبقته الأرضية، ووضعت أمامها على جانب أو هامش الشارع الصغير (لا تدخله السيارات) كراسي لجلستنا في هواء الخارج الطلق تحت سماء صافية الزرقة. فإذا الخارج والسماء مشرعان على فناء المنزل الداخلي ومتصلان به بلا فواصل ولا حدود. وإذا العابرون أمامنا في الشارع، بحركاتهم وأصواتهم العابرة، يبدون لنا - نحن الجالسين في حيّز أُزيلت منه الحدود والفواصل بين المنزلي الخاص والشارع العام - عابرين على خشبة مسرح، أو في مشاهد سينمائية.
وأخرجت أنيت من محترفها البيتي علبة بلاستيكية كبيرة تحوي كويكبات من الخيوط لا تحصى أشكالها وأنواعها وألوانها، وشرعت تحادث مجد عبد الحميد عن تلك الخيوط وأساليب استعمالاتها الفنية في فنون التطريز على القماش. وهي كانت قبل قليل حدّثته عن الكرسي الخشبي الغربي والمتقشف الشكل الفني، وعن مصممه الفنان الهولندي المشهور عالميا. وكذلك عن الرسوم والأشكال التي صمّمتها للموكيت في محكمة العدل الدولية بلاهاي، وظهرت مشاهدها في الأخبار التلفزيونية أثناء المرافعات والمداولات القضائية حول ارتكاب إسرائيل جرائم إبادة جماعية في غزة.
حارة الحياة الفردية
وفي لحظة من تلك الجلسة، وصل فجأة على دراجةٍ هوائية شخص أوقف الدراجة أمام المبنى المقابل لجلستنا، فألقى التحيّة علينا، فإذا به صاحب ذاك المبنى والمقيم فيه وحيدا، وعاد من رياضته المسائية. دار بينه وبين أنيت حديث عابر بين جارين في حارة الحياة الفردية بقلب مدينة تاريخي قديم، الحياة فيه حديثة ومطمئنة وأليفة وسط ديكور تراثي، لا تعصمه تراثيته القديمة من ملامح مسرحية لعبية لاهية. كأنما نمط العيش في وسط أمستردام التاريخي شكلٌ مزمن من أشكال الفن.
ووسط الصخب السياحي في الشوارع، وفي المطاعم والمقاهي والحانات، وحرية تدخين حشيشة الكيف وروائحها السائلة أو السائحة في الشوارع، والواجهات الزجاجية التي تقف خلفها "بائعات الهوى" أو "عاملات الجنس" في لغة منظمات الحقوق المدنية... وسط هذا كله في قلب المدينة الخلاسي واللعبي الطابع ونمط العيش، يقيم أهل أمستردام في دعةٍ ورخاء، شأن أنيت ونيكولين ورجل الدراجة الهوائية والمبنى المقابل، وسواهم من سكانها "الأصليين". أولئك الذين تجمعهم الحارات الداخلية في نمط عيش قِوامه التعارفُ المزمنُ القائم على الانفتاح والفردية القصوى والمزمنة.
هناك أيضا نمط الاستخدام الفردي والمشترك، الحديث الراهن والمزمن، للمباني التراثية القديمة في وسط أمستردام التاريخي. ولا ينفصل هذا النمط عن تطور فنون العمارة والعيش فيها منذ القرن السابع عشر، حينما صارت العاصمة الهولندية بمينائها وبورصتها العالميين أغنى مدن العالم، عندما كانت هولندا، وقبلها إسبانيا، القوتين الاستعماريتين الأقدم عالميا في أوروبا.
هذا الإرث العائلي المزدوج، الصناعي والفني، لم يمنع أنيت هاك من البحث عن الحرية والاستقلال في حياتها ونظرتها إلى العالم
ويتمثل هذا التطور راهنا في إبقاء واجهات المباني القديمة، على حالها التراثية، وصيانتها صيانة دائمة ودقيقة، في مقابل تغيير تصاميمها وتوزيعاتها الداخلية الاستعمالية أو الوظائفية وتحديثها تحديثا شاملا. وذائقة كل من أنيت ونيكولين الفنية والثقافية، وكذلك طبيعة عمل ونمط الحياة الفردية والشخصية لكل منهما، وسواهما من أهل أمستردام، لا تنفصل عن التحديث الداخلي العميق لدواخل المباني والبيوت ولأشكال الإقامة فيها، ولا عن الحفاظ على أدقّ تفاصيل أشكالها الفنية والجمالية الخارجية، وصيانتها وتجديد ألوانها وخطوطها وإبرازها.
ليس المبنى الذي تقيم فيه الفنانتان الصديقتان، سوى واحد من ألوف مباني وسط أمستردام التقليدي، بمربعات ومستطيلات حاراته الكثيرة لأقصى أنماط وأشكال التعارف الفردي المتناغم وسط الصخب السياحي الكبير. والشارع الصغير، الهادئ والداخلي، الذي يقع فيه البناء، ليس سوى واحد من مئات الشوارع الأمستردامية المماثلة، التي تصطف وتتلاصق وتتماثل على جنباتها المباني المتنوعة والمتناغمة في أشكال واجهاتها، مثل جداريات فسيفسائية تصاحب أبصار العابرين في تلك الشوارع التي ينتهي معظمها أو يفضي إلى أقنية مياه تتهادى فيها مراكب أهل أمستردام وسياحها في رحلاتهم اليومية الهادئة.
إرثان: عائلي وفردي
تستقي أنيت هاك رسومها وتخطيطاتها الجديدة في الفن المعاصر، من تجربتها وخبراتها المديدة في عملها السابق: تصميم الرسوم والخطوط والألوان للأقمشة الصناعية وورق الجدران والموكيت. وهي كانت قد اختارت دراستها وتخصصها في هذا المجال، متأثرة بعاملين اثنين على الأرجح:
إرث عائلي يمثله جدّها لأمها حينما كان أحد بارونات صناعة الأقمشة في أمستردام. والصناعة هذه تطورت وتوسعت كثيرا في هولندا الثمانينات والتسعينات، إلى جانب فنون تصميم أثاث المنازل والمقتنيات المنزلية، واكتسابها شهرة عالمية.
إرث أسري شخصي عصامي يمثله والدها بوب هاك (1925- 2005) الذي درس الهندسة المعمارية سنة واحدة في أكاديمية الفنون الجميلة بأمستردام. لكن خسارته أسرته في الحرب العالمية الثانية، حملته على ترك الدراسة للعمل في غاليريهات عرض اللوحات الفنية وبيعها، فأصبح خبيرا في الفن التشكيلي. ومن ثم وضع مؤلفا مرجعيا عن الفنان الهولندي الشيهر رامبرنت (1609- 1669): حياته، أعماله، عصره، وتأثره بالنهضة الفنية الكبرى في إيطاليا. وبناء على خبراته واجتهاده، عُيّن بوب هاك مديرا لمتحف تاريخ أمستردام.
لكن هذا الإرث العائلي المزدوج، الصناعي والفني، لم يمنع أنيت هاك من البحث عن الحرية والاستقلال في حياتها ونظرتها إلى العالم، وفي عملها الفني والمهني. وهي في هذا تأثرت بعاملين اثنين، أسري وشخصي، متداخلين وغير منفصلين:
إرادة والدتها - سليلة العائلة الصناعية الثرية في أمستردام - أن تنشأ ابنتها على مذهب تربوي يقوم على الحرية والاستقلال في الميول والقيم والسلوك والتعلُّم. وقد يكون هذا وليد التراث أو التقليد الإنجيلي البروتستانتي في أوروبا الشمالية. لذا اختارت لتعليمها مدرسة تتبع هذا النهج في برامجها التعليمية. وكانت هذه المدرسة في أمستردام، إيطالية المنشأ ويعود تأسيس مذهبها إلى الطبيبة والفيلسوفة التربوية الإيطالية ماريا مونتيسوري (1870- 1952). ومن خصائص هذا المذهب أن تُتاح للأطفال حرية أن يتعلموا ذاتيا بالخبرة والتجربة والتصحيح الذاتي، وأن يكتشفوا بأنفسهم كيف يتعلمون.
وشاع مذهب مونتيسوري التربوي هذا في النصف الأول من القرن العشرين، فتأسست حول العالم نحو 4 آلاف مدرسة تتبع هذا النهج التربوي. وكان الروائي الكولومبي غبريال غارثيا ماركيز (1927- 2014) تعلم في واحدة من تلك المدارس. أما مونتيسوري فكانت رُشّحت 3 مرات لنيل جائزة نوبل بين 1949- 1951.
تأثر أنيت هاك المتأخر زمنا بثورة أو انتفاضات الطلاب العالمية في الستينات والسبعينات، وبقيم مثالها الفرنسي الذي أرسته انتفاضة مايو/أيار 1968 الطالبية في باريس. وهو المثال الذي حرّض أجيالا شابة على التحرر من القيم والأخلاقيات الأبوية والتقليدية والأنظمة المؤسساتية، وعلى الخروج عليها إلى الحرية الشخصية والفردية.
تشريق وتغريب
وفيما كانت مدارس الفن المعاصر تخرج في الغرب عن ثوابت الفن التشكيلي الكلاسيكي والحديث ولغته، وعن متطلبات فن العمارة وتصاميمها الهندسية، وعن التصاميم الفنية لمنتجات الصناعة وتجهيزاتها، وتستقل عنها في الثمانينات والتسعينات، في سياق ظهور فلسفة ما بعد الحداثة واتجاهاتها في الفن، وفيما راحت الشركات الصناعية الرأسمالية الكبرى تنتقل من أوروبا إلى بلاد ما كان يسمى "العالم الثالث"... تداخلت العوامل المذكورة أعلاه في تكوين ذائقة أنيت هاك الفنية وسلوكها العملي في حياتها. وهذا ما أدّى إلى عزوفها عن الركون إلى عمل ووظيفة ثابتين في مجال اختصاصها الفني. أي في المحترفات الفنية التابعة لمصانع الأقمشة وورق الجدران والموكيت الناشطة والمزدهرة في هولندا. وهذا إضافة إلى إقبالها على الرحلة والاستكشاف والمغامرة في بلدان عدة.
تجمع أنيت في ذائقتها الفنية والثقافية ملامح وأشكالا وقيما وأفكارا متنوعة، فتدمج بينها في عملها الفني وسلوكها اليومي
لقد فضّلت وأرادت العمل الحر والمستقل في محترفها الفني الخاص، حيث تنجز تصاميمها ورسومها بالتعاقد مع المصانع الكبرى. فلا تخضع بذلك لمتطلبات العمل الصناعي بدوامه وقيوده ومعاييره الوظيفية والفنية. وهذا ربما نسجا على منوال قول الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري (1889- 1997)، الذي لم تسمع أنيت هاك باسمه وقوله: "سواي راح للثمر/ وأنا هِمْتُ بالشجر".
والشجر الذي هامت به أنيت لا يشمل خيارها العمل الحر فحسب، بل يتجاوزه إلى الذائقة الفنية والثقافية، وإلى الرحلة والمغامرة شرقا وغربا، وصولا إلى مصر وتونس ولبنان وشرق آسيا. هذه أيضا حال صديقتها الكاتبة المسرحية نيكولين ناكزام، والشاعر التونسي خالد النجار الذي التقت به أنيت في واحدة من رحلاتها إلى القيروان التونسية، فنشأت بينهما صلة انقطعت لاحقا، ثم تجدّدت مصادفة بعد سنوات، حيث استقرت أخيرا في أمستردام.
أما المسرحية ناكزام فحملها تشريقها وتغريبها على التعرّف إلى فنان إيراني والزواج منه، لكنهما انفصلا. وتشريق ناكزام زوّدها ذائقة فنية مسرحية، فاستدخلت في أعمالها واختباراتها المسرحية عروض خيال الظل والعرائس الذي تعرفت إليه واستهواها في رحلاتها إلى إندونيسيا.
وها أنيت هاك تجمع في ذائقتها الفنية والثقافية، وفي نمط حياتها، ملامح وأشكالا وقيما وأفكارا ولغات متنوعة المصادر، فتدمج بينها في عملها الفني وسلوكها اليومي، وفي انفتاحها على الغريب والمختلف.