أكثر من 3000 عام، أمضتها وثيقة بردية طبية مهمة داخل إحدى المقابر المصرية في مدينة طيبة، إلى أن اشتراها عام 1862 ميلادية، تاجر آثار أميركي يُدعى إدوين سميث، ومن هنا حصلت على اسمها "بردية إدوين سميث". قام سميث بمحاولات عدة لترجمة البردية، إلا أنه لم يوفَّق، ومن ثم تبرعت بها ابنته إلى "جمعية نيويورك التاريخية".
وظلت محتويات البردية لغزا إلى أن تسلمها عالم المصريات الشهير جيمس هنري بريستد في عام 1920، فعمل سنوات على ترجمتها، إلى أن خرجت إلى النور بمحتوى طبي قيّم، يصف 48 حالة طبية، منها 8 حالات مرتبطة بالأورام أو التقرحات. أوردت الحالة رقم 39، أن المريض يعاني من ورم يحتوي على رأس بارز في الصدر. وذكر الطبيب أنه "لا يوجد علاج" لهذه الحالة على الرغم من استخدام "الكي" بالعصا النارية.
وصف العالِم اليوناني أبقراط، الملقب بـ"أبي الطب"، الورم الخبيث بالسلطعون، لوجود نتوءات مشدودة فيه تشبه أطراف حيوان السلطعون، وقد عُرف هذا الورم في ما بعد بـ"السرطان"، وهو الاسم المتداول لوصف الأورام الخبيثة. ووفقا لـ"منظمة الصحة العالمية" (WHO)، فإنّ واحدا من بين كل 5 أشخاص يصاب بمرض السرطان في حياته، ويموت واحد من بين كل 9 ذكور، وتموت أنثى من بين كل 12 امرأة، جرّاء هذا المرض.
بحثا عن العلاج
يتضح من "بردية إدوين سميث" وغيرها من السجلات التاريخية، أن البشر يحاولون منذ آلاف السنين إيجاد علاجات لمرض السرطان. ومع تطور فهمهم لهذا المرض، بات الوضع أفضل، وتوافرت بروتوكولات علاج ناجحة في العالم. ويتبادل العلماء النتائج الفاعلة باستمرار، عبر دوريات النشر العلمية الموثوق بها. لكن، هناك فجوة واضحة بين معدلات النشر في المجتمع العلمي العربي فيما يخص الأبحاث المتعلقة بعلاجات أنواع السرطانات المختلفة، وتلك في الدول الأوروبية والدول المتقدمة الأخرى.