منذ منتصف القرن العشرين صارت الصناعات التحويلية في أي دولة عنواناً للتقدم الاقتصادي. تمكنت اليابان بعد الحرب العالمية الثانية من تطوير القاعدة الصناعية المدنية، بعد تحررها من مفاهيم العسكرة والتوسع الأمبراطوري في البلدان الآسيوية.
وتعززت قدراتها التصديرية بحيث أصبح الاقتصاد الياباني اقتصاداً يعتمد على آليات التصدير للسلع والبضائع المصنعة "Export Oriented". لحقت باليابان كوريا الجنوبية بعد نهاية الحرب الكورية في مطلع خمسينات القرن الماضي.
تعد الصين اليوم، أهم الدول المصدرة للمنتجات المصنعة. لم تفلح روسيا خلال العهد السوفياتي أو بعد انهياره، سواء في حقبة يلستين أو حقبة بوتين، في تطوير قدراتها في الصناعات التحويلية المدنية وظلت تملك صناعات حربية لم تتمكن من استيعاب التطورات التقنية بشكل مفيد. غني عن البيان أن التحولات التقنية وتطورات الذكاء الصناعي قد غيرت بنية الصناعات التحويلية في العديد من البلدان الصناعية، المتقدمة والنامية، يضاف إلى ذلك أن هناك متغيرات في الطلب الاستهلاكي قد ساهمت في تطوير تلك الصناعات ودفعها للاعتماد بشكل كبير على العلوم والمعرفة بما أدى إلى متغيرات في عمليات التوظيف والاستخدام البشري والآلي..