ما مراحل تطور "آي فون"... ومميزات "آي فون-16"؟

سيصبح أحد أقوى الأجهزة التي أطلقتها "آبل" حتى الآن

"المجلة"
"المجلة"

ما مراحل تطور "آي فون"... ومميزات "آي فون-16"؟

عندما أطلقت شركة "آبل" جهاز "آي فون" الأول في عام 2007، لم يكن أحد يتوقع أن هذا المنتج سوف يغير وجه العالم الرقمي تماما. حيث جمع بين الهاتف المحمول ومشغل الموسيقى ومتصفح الإنترنت في جهاز واحد، فكان له تأثير هائل على كيفية استخدام الناس للتكنولوجيا في الحياة اليومية.

ستيف جوبز، المؤسس الشريك لشركة "آبل"، قدم "آي فون" الأول في مؤتمر "ماك وورلد" في سان فرانسيسكو يوم 9 يناير/كانون الثاني 2007. الجهاز أتى بتصميم أنيق وواجهة مستخدم بسيطة تعتمد على شاشة لمس، مما جذب انتباه العالم على الفور.

منذ إطلاقه، شهد "آي فون" تطورات مذهلة عبر السنوات. الجيل الأول جاء بذاكرة تخزين 4 أو 8 غيغابايت، وكاميرا بدقة 2 ميغا بكسل، ودعم لشبكات "جي-2". في تلك الفترة، كانت قدرات الجهاز محدودة مقارنة بما نراه اليوم، ولكنه كان نقلة نوعية في عالم الهواتف الذكية.

ومع كل إصدار جديد، تحسنت مواصفات "آي فون" وازدادت وظائفه. في عام 2008، أطلقت "آبل" جهاز "آي فون-3 جي" الذي جاء بدعم لشبكات الجيل الثالث ومتجر التطبيقات "أب ستور" الذي أصبح لاحقا مفتاح نجاح الشركة بأكملها. التطبيقات المتاحة للتنزيل جعلت "آي فون" أكثر فائدة وجذبا للمستخدمين، حيث أمكنهم تخصيص هواتفهم وفقا لاحتياجاتهم.

في عام 2010، جاء "آي فون-4" بتصميم جديد كليا وهيكل مصنوع من الزجاج والفولاذ المقاوم للصدأ، بالإضافة إلى شاشة الريتينا التي قدمت وضوحا غير مسبوق. كانت هذه التطورات نقلة نوعية في جودة الأجهزة المحمولة، ووضعت معايير جديدة للتصميم والأداء.

"المجلة"

وفي عام 2013، أطلقت الشركة "آي فون–5-إس"، والذي كان أول جهاز يستخدم تقنية البصمة، مما أضاف مستوى جديدا من الأمان والسهولة للمستخدمين. أيضا جاء هذا الهاتف بشريحة "آي-7"، وهي أول معالج "64 بت" يستخدم في هاتف ذكي. وبعدها بثلاث سنوات، تم تقديم "آي فون-7" الذي أزال المنفذ التقليدي لسماعات الرأس الموجودة في الهاتف، بل يحتوي فقط على منفذ يستخدم أيضا لشحن البطارية مما أثار جدلا واسعا، ولكنه أشار إلى توجه "آبل" نحو مستقبل لاسلكي بالكامل.

مع مرور الوقت، استمرت "آبل" في تقديم تقنيات جديدة في أجهزة "آي فون" مثل التعرف على الوجه في "آي فون-x" عام 2017، والذي كان أيضا أول جهاز يقدم شاشة "OLED" ويدعم الشحن اللاسلكي. وفي 2020، جاء "آي فون-12" بدعم لشبكات "جي-5" مما جعله جاهزا للجيل القادم من الاتصالات.

مؤتمر "آبل" الأخير والإعلان عن "آي فون-16"

استضافت شركة "آبل" مؤتمرها السنوي في الشهر الجاري، الذي يترقبه الملايين حول العالم، حيث أعلنت عن الجيل الجديد من هاتفها الشهير "آي فون". ومن المتوقع أن يأتي الجهاز الجديد، "آي فون-16"، بتحسينات كبيرة في الأداء والتصميم والتكنولوجيا، ليصبح أحد أقوى الأجهزة التي أطلقتها الشركة حتى الآن.

من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي يمكنك العثور على صورة تحمل ذكريات جيدة لك تم التقاطها منذ فترة طويلة عن طريق تقديم وصف لهذه الصورة، ثم يقوم الهاتف بالبحث عنها وإيجادها في وقت وجيز للغاية

وتأمل شركة "آبل" من خلال هذه الإصدارات الجديدة من هواتف "آي فون" والساعات الذكية والسماعات اللاسلكية المعروفة بـ"إير بودس" في زيادة مبيعاتها بعد تراجع كبير دام خمسة أرباع سنوية متتالية انتهت بنهاية العام الماضي. هذا التراجع تأثر بشكل كبير بتردد المستخدمين في شراء أحدث إصدارات الشركة، حيث برر المستخدمون ذلك بأن الإصدارات الجديدة لا تتضمن تحديثات تستحق الترقية.

تصميم جديد وأداء أقوى

يحتوي هاتف "آي فون-16-برو" على شاشة بحجم 6.3 بوصة، في حين يأتي هاتف "آي فون-16-برو ماكس" بشاشة بحجم 6.9 بوصة، وهو أكبر من النماذج السابقة التي كانت تحتوي على شاشات بحجم 6.1 بوصة و6.7 بوصة على التوالي. كما تتميز النماذج الجديدة بأقل حواف مقارنة بأي منتج آخر من "آبل".
وتسوّق "آبل" لأحدث نسخة من "آي فون" بأنه مبني على الذكاء الاصطناعي أو ما يُسمى "Apple Intelligence"، وهو النظام الذي اعتمدته "آبل" لتنافس الشركات الأخرى، خاصة في استخدام الذكاء الاصطناعي ودمجه في تطبيقات الهواتف المحمولة. 
على سبيل المثال، من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي يمكنك العثور على صورة تحمل ذكريات جيدة لك تم التقاطها منذ فترة طويلة عن طريق تقديم وصف لهذه الصورة، ثم يقوم الهاتف بالبحث عنها وسط عشرات الآلاف من الصور وإيجادها في وقت وجيز للغاية.
كما يقوم هذا النظام المعزز بالذكاء الاصطناعي بتلخيص الكثير من رسائل البريد الإلكتروني وإعطاء قائمة بأهم محتوياتها، ويقوم بالتذكير بذلك أيضا. بالإضافة إلى ذلك، تم تحسين نظام الشات الصوتي من "آبل" المعروف بـ"سيري" حيث يمكنه الآن الإجابة على استفسارات أكثر بطريقة أذكى. 

"المجلة"

على سبيل المثال، يتمكن "سيري" من إيجاد الروابط المهمة التي تبحث عنها في كمية كبيرة من الرسائل بينك وبين أصدقائك، لذلك لا يتوجب الآن الرجوع إلى أرشيف الرسائل الهائل والذي يستغرق وقتا طويلا للوصول إلى ما تريده.
ولتحقيق هذه الإمكانيات الهائلة، زودت الشركة "آي فون" الجديد بشريحة "Supercharged A18 Pro" الجديدة، وزودته أيضا بوحدة معالجات الرسوميات الجديدة كليا "6-core GPU" لأداء رسومي أفضل.

كاميرا عملاقة

من أكبر الاختلافات بين "آي فون-16" و"15" الذي تم إطلاقه العام الماضي هو الزر المخصص للكاميرا على جانب الهاتف، الذي جعل من السهل التقاط الصور. هذا الزر يمكّن المستخدمين من التقاط الصور بمجرد الضغط عليه، كما أن تحريكه إلى الأعلى أو الأسفل يمكّن من تحديد درجة الزووم.
وتدعم الكاميرا أيضا تقنية التثبيت البصري للصورة، مما يقلل من اهتزاز الكاميرا أثناء التصوير ويضمن الحصول على صور وفيديوهات ثابتة وواضحة. بالإضافة إلى ذلك، تم تحسين ميزة الزووم دون فقدان الجودة، مع إمكانية الوصول إلى زووم رقمي حتى "50x"، مما يتيح لك التقاط التفاصيل الدقيقة من مسافات بعيدة.

مع تطور شبكات الاتصال وتزايد الاعتماد على تقنيات الجيل الخامس، جاء الجهاز الجديد بتحسينات ملحوظة في هذا الصدد

على صعيد تصوير الفيديو، يدعم "آي فون-16" تصوير الفيديو بدقة "4K"، مع دعم لميزة "Dolby Vision HDR " التي تعزز من تباين الألوان ووضوح الصورة، مما يجعل الفيديوهات تظهر بجودة سينمائية. كما أضافت "آبل" خاصية التصوير البطيء) بدقة وبمعدل 120 إطارا في الثانية، لتوثيق اللحظات بسرعة بطيئة مع تفاصيل مذهلة. تجربة التصوير في "آي فون-16" تعززها ميزات الذكاء الاصطناعي، مثل تقنية التعرف على المشهد التي تضبط إعدادات الكاميرا تلقائيا بناء على البيئة المحيطة، وتقنية التصوير الحاسوبي التي تقوم بدمج عدة صور في صورة واحدة للحصول على أفضل نتيجة ممكنة من حيث الدقة والتفاصيل والألوان.

استخدامات جديدة

من الممكن استخدام سماعات "آبل" المعدلة في تطبيقات أخرى غير الاستماع للموسيقى وإجراء المكالمات الهاتفية دون الحاجة إلى رفع الهاتف على الأذن. الآن، ستُستخدم هذه السماعات للأشخاص الذين يعانون من فقدان السمع بدرجة متوسطة، حيث ستعمل على تعزيز أصوات محددة في الوقت الفعلي، مثل الكلام والأصوات البيئية الأخرى. وستتضمن هذه التحديثات أيضا ميزة اختبار سمع معتمدة سريريا التي يمكن أن تساعد في الكشف عن فقدان السمع. تقول "آبل" إن الاختبار يتطلب كلا من "إير بود برو تو" وجهاز "آي فون" أو "آي باد" مع جهاز التشغيل "18"، ويمكن إجراؤه في أقل من خمس دقائق.

"المجلة"

ومع ذلك، فإن شركة "آبل" في انتظار الموافقة النهائية من قبل الجهات الحكومية، ممثلة في إدارة الغذاء والدواء الأميركية، والتي تعتقد الشركة أن الموافقة ستكون قريبا جدا. ويأتي تحرك شركة" آبل" بعد موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية في عام 2022 على السماح للأميركيين بشراء سماعات الأذن دون وصفة طبية.
ومن النقاط التي ركزت عليها "آبل" في مؤتمرها الأخير هو التزامها بالحفاظ على البيئة. حيث إن "آي فون-16" تم تصنيعه باستخدام مواد معاد تدويرها وتقليل البصمة الكربونية للجهاز بشكل كبير. كما أعلنت الشركة عن خططها للتحول الكامل إلى الطاقة المتجددة في عمليات تصنيع الأجهزة بحلول عام 2030.

تطوير تكنولوجيا الاتصالات

مع تطور شبكات الاتصال وتزايد الاعتماد على تقنيات الجيل الخامس، جاء الجهاز الجديد بتحسينات ملحوظة في هذا الصدد. فالجهاز يدعم الآن نطاقات أوسع من ترددات "جي-5"، مما يتيح اتصالات أسرع وأكثر استقرارا في مختلف البيئات. كما تم تحسين أداء "الواي فاي" ودعم تقنية "واي فاي-7" الجديدة، التي توفر سرعات تحميل وتنزيل أعلى وزمن استجابة أقل.

يعد الاعتماد الكبير على التفوق في مجال الهواتف المحمولة والسماعات والساعات الذكية أمرا حيويا لشركة "آبل" لتحقيق مبدأ الاستمرارية، خاصة بعد إغلاق مشروعها في مجال السيارات الكهربائية

وقد حافظت "آبل" على تقنياتها الأمنية الرائدة في "آي فون-16"، مع تحسينات إضافية في التعرف على الوجه وتقنية بصمة الإصبع المدمجة تحت الشاشة. بالإضافة إلى ذلك، قدمت "آبل" ميزة جديدة تسمى "Secure Vault"، والتي تعزز من حماية البيانات الشخصية للمستخدمين من خلال استخدام تقنيات التشفير المتقدمة.

"آي فون-16" والسوق والمستقبل

كما هو الحال مع كل إصدار جديد من "آي فون"، من المتوقع أن تشهد السوق تحولات كبيرة بعد إطلاق الجهاز الجديد الذي يحمل معه الكثير من التحسينات التي قد تشجع الكثير من المستخدمين على التحديث من إصداراتهم السابقة، خاصة في ظل المنافسة الشديدة التي تشهدها سوق الهواتف الذكية.
بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تواصل "آبل" استراتيجيتها في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز في أجهزتها القادمة، مما يفتح الباب أمام إمكانيات جديدة للمستخدمين والمطورين على حد سواء.
وعبر التاريخ الطويل المليء بالنجاحات لشركة "آبل"، تسعى الشركة إلى تعزيز موقعها كشركة رائدة في هذا المجال، خاصة بعد ازدهار استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

"المجلة"

يعد الاعتماد الكبير على التفوق في مجال الهواتف المحمولة والسماعات والساعات الذكية أمرا حيويا للشركة لتحقيق مبدأ الاستمرارية، خاصة بعد إغلاق مشروعها في مجال السيارات الكهربائية في فبراير/شباط من العام الحالي، الذي استمرت الشركة في دراسته لعشر سنوات دون أن يحقق النجاح المتوقع. 
ومن بين الأسباب التي دفعت الشركة للابتعاد عن مجال السيارات الكهربائية هو التركيز على تحديث "آي فون" ودمج الذكاء الاصطناعي في تطبيقاته، مما يجعل شركة "آبل" فريدة ورائدة في هذا المجال.

font change

مقالات ذات صلة