تراهن مصر بين الحين والآخر على "الأموال الساخنة"، (Hot Money) وهي استثمارات أجنبية غير مباشرة في أذون وسندات الخزانة المصرية، وتعتبر مساعدة الى حد ما في استقرار سعر الجنيه على المدى القصير الأجل، وتُستَقطب بفضل جاذبية معدلات الفائدة المرتفعة، وانخفاض سعر صرف العملة المحلية في بلد ما سعياً إلى تحقيق أرباح مرتفعة في فترة قصيرة، لتهرب عند أول مؤشر للخطر، وهي تشمل المضاربات السريعة بالعملات الأجنبية.
ومع رفع الحكومة المصرية أسعار المحروقات نهاية يوليو/تموز المنصرم، استجابة لشروط صندوق النقد الدولي لصرف الشريحة الثالثة من قرضه لمصر، وقيمتها 820 مليون دولار، سارعت تلك الأموال مرة أخرى إلى النزوح من الأسواق المصرية، بنحو ثمانية في المئة، من الأموال الإجمالية التي دخلت بعد تحرير سعر الصرف في مارس/آذار 2024، وفق رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي.
رفع معدلات الفائدة
وليس خروج "الأموال الساخنة" مقتصراً على مصر، إذ شهدت وتشهد كثير من الدول هذه الاستثمارات السريعة، وخصوصاً بعد التراجعات الحادة لأسواق المال والسلع والمعادن في وقت سابق، وفق مدبولي، الذي لفت إلى أن الأموال التي خرجت من مصر كانت "على سعر صرف مرتفع". ونتيجة لاستحقاق بعضها، بدأ جزء منها في الخروج من السوق المصرية، مما رفع بدوره معدلات الفائدة المطلوبة من المستثمرين، وزاد تكاليف الاقتراض.