منذ بداياتها عزمت الرسامة السعودية صفية بن زقر التي غادرت عالمنا يوم أمس الخميس عن عمر ناهز الرابعة والثمانين عاما على أن توثق البيئة التي احتضنت طفولتها بعدما شعرت أن تلك البيئة في طريقها إلى الاندثار. فاهتدت إلى التصوير، ليكون عينها الثالثة. صوّرت مشاهد من البيئة وطقوس العادات والتقاليد الشعبية كما ركزت على أزياء المرأة ومقتنياتها الشخصية في مختلف أحوالها. ومن ثم رسمت كل شيء بطريقة تشي بقوة انتمائها إلى ما رسمته.
ريادة
كل ذلك يمكن المرور به سريعا لولا أن الامر يتعلق بصفية بن زقر التي هي أول امرأة تمارس الرسم في المملكة العربية السعودية، وهي ممارسة تنطوي على حكاية كفاح في بيئة محافظة.
لقد أحدث ظهور بن زقر نهاية الستينات انقلابا في المفاهيم الثقافية السائدة. اخترقت الفنانة يومئذ حاجزين، لا يمكن تخيل اختراقهما في تلك المرحلة. حاجز الموقف المتشدد من الرسم وبالأخص حين يكون تشخيصيا، وحاجز الموقف الثقافي والاجتماعي من المرأة.