بعد 31 عاماً على اتفاق أوسلو الموقّع في 13 سبتمبر/أيلول 1993، تُعيد "المجلة" نشر مقالات من أرشيفها. وهذا المقال كتبه جول بنرمان من القدس:
فاجأ الفلسطينيون والإسرائيليون العالم بإعلان اتفاق "غزة- أريحا"، وبقدر ما أوجد هذا الاتفاق من حالة تفاؤل بأن السلام بات ممكنا، بقدر ما تسبب في حالة من الارتباك والفوضى في صفوف الإسرائيليين والعرب- خاصة الفلسطينيين- على حد سواء، وأيضا أثار تساؤلات مهمة حول مصير بقية الأراضي المحتلة، بل ومستقبل منظمة التحرير الفلسطينية ذاتها.
ولعل السؤال الأساسي الذي يُطرح على الساحة الآن هو: هل قررت المنظمة التخلي عن البندقية واختارت الطريق نحو إنقاذ ما يمكن إنقاذه وذلك بالموافقة على هذا الاتفاق الذي وُصف بأنه أكثر من حكم ذاتي وأقل من دولة؟
والسؤال الثاني الذي لا يقل أهمية عن السؤال السابق هو: كيف يرى الإسرائيليون هذا الاتفاق وماذا يتوقعون منه؟
"المجلة" تقدم في الصفحات التالية أصداء هذا الاتفاق إسرائيليا وفلسطينيا، وقصة "جيب أريحا" الذي طرحه كيسنجر منذ حوالي عشرين عاما، وقصة محاولات السلام بين العرب وإسرائيل.
لا يمكن القول إن الجميع داخل إسرائيل مبتهجون بما تم التوصل إليه، بل إن هناك أصواتا متشنجة ومحذرة من نتائج هذا الاتفاق، و"المجلة" في تقريرها الخاص التالي تقدم تقييما لعدد من الشخصيات الإسرائيلية لما تم التوصل إليه.
مجازفة مدروسة
يوسي بيلين، عضو الكنيست عن حزب "العمل" ونائب وزير الخارجية شيمون بيريز:
"إن هذا الاتفاق يشكل مصالحة حقيقية بين الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني"
وفي مقابل هذه التسوية تلقى الفلسطينيون من إسرائيل أقل بكثير مما كانوا يريدونه في البداية. ونحن أدركنا أنه بالنظر إلى تعثر منظمة التحرير الفلسطينية في الأسابيع الأخيرة سوف يصعب عليها إعلان الاعتراف بإسرائيل. ولذا قررنا التوصل إلى اتفاق على المبادئ أولا ثم بحث مسألة الاعتراف فيما بعد.
قررت الحكومة أن تُقدم على مجازفة مدروسة من أجل السلام، وتحدي أمننا في المستقبل لن يقل عما قد نواجهه في حالة اندلاع حرب تالية، ونعتقد أنه سيكون من مصلحة منظمة التحرير الفلسطينية أن تصون هذا الاتفاق وتحول دون نسف جهود سلام من قبل الأطراف المعارضة للاتفاق، بما فيها منظمة "حماس". وإذا جرى تنفيذ الاتفاق حسب المخطط وبعد أن تنسحب إسرائيل من غزة لن يكون ثمة ما يستدعي عودتنا إلى هناك وحتى لو حدثت معارك داخلية بين الفئات الفلسطينية فإننا لن نتدخل".