الحدث الكبير في دلالاته المالية والقضائية والسياسية، الذي غطى على كل الأزمات الأخرى، تمثل في توقيف حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، الذي سيمثل اليوم للمرة الثانية أمام قاضي التحقيق، بتهم اختلاس الأموال العامة، والإثراء غير المشروع. الأمر الذي أطلق التكهنات والمعارك الكلامية والإعلامية، حيال مصير المنظومة السياسية والمالية والمصرفية، التي لطالما اتُهِمَ سلامة بأنه أمين صندوقها، وخزان أسرارها، ونشاطاتها المالية، والمصرفية.
في موازاة ذلك، يعكف خليفة سلامة، الحاكم بالإنابة وسيم منصوري، مع فريق عمل متخصص، على محاولة إبعاد شبح قرار متوقع في أكتوبر/تشرين الأول المقبل من مجموعة العمل المالي الدولية "FATF" بإدراج لبنان على "اللائحة الرمادية"، مع ما يستجره هذا التصنيف من إرباكات وسوء سمعة مالية ومصرفية، قد تعمق الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الخانقة التي يعانيها لبنان منذ عام 2019.
ما بين التوقيف والتصنيف، رابط قضائي، راجت شكوك حول مقايضة حكومية مع الجهات الدولية، يقوم بموجبها القضاء اللبناني من جهته، بتوقيف أحد أبرز الوجوه المالية والمصرفية في لبنان على مدى العقود الثلاثة المنصرمة، في مقابل عدم إحالة لبنان على "اللائحة الرمادية"، من قبل مجموعة العمل المالي الدولية، أو أقله تجويف مفاعيل القرار، وتخفيف تداعياته على الداخل اللبناني.