عندما تتوفر الامتيازات والتسهيلات للمستثمرين فإن عامل الجدوى الاقتصادية من الاستثمار يظل ركيزة أساسية. على الدولة المضيفة أن تحدد المشاريع التي تتمتع بميزات نسبية وتحظى بقدرات على تسويق منتجاتها محلياً أو تصدير جزء منها إلى الخارج. يمكن للسعودية أن تحدد العديد من هذه المشاريع ضمن خططها التنموية. هناك مشاريع "نيوم" السياحية حيث يمكن أن تتطور المنتجعات وتساهم في تحقيق إيرادات وأرباح للمستثمرين.
أهمية الجدوى الاقتصادية
لكن يظل على رجال الأعمال والمؤسسات في السعودية توفير الدراسات المقنعة عن كل المشاريع التي يمكن أن تجذب المستثمرين الأجانب. ويوجد شركات تقوم بإجراء دراسات الجدوى الاقتصادية لمختلف المشاريع في السعودية، ويمكن لأي مستثمر التعرف الى هذه الشركات وتكليف أي منها القيام بالدراسات، يمكنها توفير النصيحة النزيهة للمستثمرين، وتبين درجات المخاطرة، وتحديد معدلات العوائد التقريبية، وتحدد كيفية تمويل المشروع، ونسبة القروض، وحقوق المساهمين الملائمة، حيث تختلف معدلات التمويل "Leveraging" من مشروع إلى آخر، ومن قطاع إلى آخر.
يضاف إلى ذلك أن القانون القديم الذي صدر عام 2000 حدد في المادة العاشرة أن هيئة الاستثمار "توفر للراغبين في الاستثمار كل المعلومات والإيضاحات والإحصاءات اللازمة". ذلك يعني أن هناك إمكانات وتسهيلات للتيقن من مدى جدوى الاستثمار في أي مشروع محدد.
التعديلات والمحفزات
أهم التعديلات على نظام الاستثمار المحدّث تلك التي تتعلق بضمان المساواة في المعاملة بين المستثمر المحلي والمستثمر الأجنبي. كذلك تؤكد التعديلات "حرية التصرف في نشاط الاستثمار وحرية تحويل رؤوس الأموال دون تأخير وتأكيد حماية الملكية الفكرية والمعلومات التجارية السريـــة".
لا شك أن هذه الحقوق تحفز المستثمر متى ما وجد مشروعاً ملائماً يتمتع بجدوى اقتصادية. كما أن توفير حقوق الإدارة المباشرة من المستثمر الأجنبي يمثل أهمية. يرى المستثمرون ضرورة تولي الإدارة أو تعيين مديرين أكفياء يتمتعون بالمهنية اللازمة.
واجه العديد من المستثمرين الأجانب أوضاعاً صعبة عندما وظفوا الأموال في بلدان عربية عديدة و حرموا الإشراف على استثماراتهم وإدارتها. العديد من المستثمرين الخليجيين واجهوا هذه المشكلات منذ أن انطلقت الاستثمارات الخليجية في البلدان العربية في منتصف سبعينات القرن الماضي. الإدارة السعودية لا بد إنها درست تلك التجارب واهتمت بتوفير الضمانات للمستثمرين الأجانب المقدمين على توظيف أموالهم في البلاد.
أهداف التعديلات
تشدد الأنظمة الجديدة للاستثمار على أهمية التفاعل مع المتغيرات في الاقتصاد العالمي وضرورة التفاعل بين المتطلبات المحلية وحقوق المستثمرين الأجانب. وأكدت التعديلات أهمية أنظمة سوق العمل بما يتوافق مع متطلبات المستثمرين ومسائل تحويل الملكية وتصفية المشروع بما يضمن حقوق المستثمرين.
لا شك أن هناك اهتماما من السلطات السعودية لجذب الاستثمارات وتوظيفها في المشاريع المطروحة ضمن "رؤية 2030". وتشير البيانات الى أن الاستثمارات الأجنبية المباشرة في السعودية ارتفعت بنسبة 5.6 في المئة خلال الربع الأول من السنة الجارية، حيث بلغت 2.5 مليار دولار، بيد أن المستهدف هو جذب استثمارات أجنبية بقيمة 29 مليار دولار خلال هذه السنة بموجب "رؤية 2030".