بسيط مثل خطوطه الحادة والملساء التي تذكر بالمحفورات الخشبية، ومرهف مثل تلك الموسيقى الشعبية التي تتخلل زخارفه. ذلك هو الفنان التشكيلي المصري حلمي التوني الذي توفي صباح السبت الماضي عن عمر ناهز تسعين عاما.
يعطينا عنوان أحد معارضه وهو "المغنى حياة الروح" صورة عنه، هي احدى صور الرسام الذي يهمه أن يتبع بخطاه خطى الفنان الشعبي. وبسبب تنوع الفنون التي مارسها فلا شيء منه يمكنه أن يكون كل شي فيه. فهو متعدد الامكنة المتخيلة التي ينفق فيها ساعات عمله اليومي.
تجده مرة رسام أطفال وله لغة تفيض بالبساطة والخيال، ومرة أخرى تجده رسام غلف لكتب روائية، وله في ذلك المجال شخصيته الأسلوبية المتميزة. كما عُرف عنه شغفه بتصميم الكتب والمجلات. أما رسومه الضاحكة فإنه يطلق عليها تسمية "تعليقات" وكأنه يفسّر كثرة الكلام فيها.
مؤلف كتب هو رسامها؛ تتوزع بين الحكايات المتخيلة والقصص الديني والأمثال الشعبية، إضافة إلى اهتمامه بتوثيق التقاليد والمراسم والاحتفالات التي تتمحور حولها حياة المصريين.