وصل محافظ مصرف ليبيا المركزي (السابق) الصديق الكبير نهاية شهر أغسطس/آب الماضي الى تونس عبر معبر رأس جدير الحدودي قادما من العاصمة الليبية طرابلس بحماية كتيبة "امير اللواء 52 مشاة" بقيادة محمود بن رجب، ومن تونس سافر الصديق الذي يقول انه فر من البلاد الى تركيا خوفا على سلامته الجسدية، حيث يتابع مسار تطور المفاوضات الجارية داخليا وخارجيا بحثا عن تسوية تنهي الصراع الهادف للسيطرة على المصرف المركزي بعد اقالته بمرسوم صادر عن المجلس الرئاسي، وتبعه توقف أكثر من 60 في المئة من انتاج النفط وتصديره.
عجز الصديق الكبير، الرجل القوي في ليبيا حتى وقت قريب، عن مغادرة بلاده عبر مطاراتها، واضطر "الثعلب" الى الاستعانة بكتيبة مسلحة لتأمين فراره الذي جاء بعد أحداث ترهيب متتالية، منها اقتحام ميليشيات مسلحة مقر المصرف لتنفيذ قرار العزل الصادر عن المجلس الرئاسي، وقبلها اختطاف مدير ادارة تقنية المعلومات في المصرف المركزي، بالاضافة الى خطف السكرتير الخاص بالصديق وأربعة موظفين، تلاه تلقي مسؤولين آخرين في المصرف تهديدات مماثلة شملتهم وعائلاتهم.
أخطار نفطية ومصرفية
وصف الصديق قرار العزل في تصريح الى موقع "مونيتور" الأميركي بالانقلاب الذي ستكون له تبعات خطيرة. وهو ما انعكس فعلا على اقتصاد البلاد واستقرارها الأمني وسلمها الاهلي، وينذر بالانجرار الى حال من الفوضى مع أخطار انهيار النظام المصرفي والتداعيات الوخيمة لاستمرار توقف انتاج النفط وتصديره. فليبيا الدولة العضو في منظمة "أوبك" وأكبر مصدر للنفط في أفريقيا بمليون و189 الف برميل يوميا العام الماضي، تواجه اليوم شكوكا في شأن موثوقية امداداتها النفطية على المدى الطويل، وقد تترتب على ذلك تعديلات استراتيجية وتعاقدية بالنسبة الى اللاعبين الدوليين، وفق تقرير لموقع "إنرجي نيوز" المختص في شؤون الطاقة.
وكان المجلس الرئاسي في طرابلس عين عبد الفتاح غفار محافظا بديلا.