- هل كنت متحمسا لفكرة تحويل الرواية إلى فيلم من إخراج سيباستيان كورديرو؟
كما يعلم الجميع، فإن نقل العمل الأدبي إلى فيلم (أو مسرح، أو أي شيء آخر) هو أكثر من كونه تغييرا للمؤلف: في هذه الحالة ينتقل العمل من الكاتب إلى المخرج، الذي سيجعله ملكا له. لذلك، لا أتحدث عن الحماسة بل عن الفضول. لقد شاهدت فيلما لسيباستيان كورديرو وأعجبني. لذلك وقعت على عقد مع شركة الإنتاج بأن الفيلم سيكون بالكامل للمخرج وليس مجرد تصوير لروايتي. وهكذا كان الأمر، لحسن الحظ لكلينا.
العالم الجديد
• في روايتك "مفقودون"، تستكشف صراع الحضارات من خلال مجموعة تائهة من البحارة واللصوص والقتلة ورجال الشرطة. هل يمكنك توضيح رمزية الشخصيات في هذه الرواية؟
إنهم من أولئك الأشخاص الذين شاركوا في غزو القارة الأميركية. تروي الرواية مغامرات مجموعة من البحارة من مختلف الأنواع الذين تاهوا في غابة. كانوا يعانون من جميع أنواع الأمراض، ويقودهم الجوع إلى أكل أولئك الذين يموتون، ثم تحتجزهم عدة أشهر قبيلة منمقة للغاية تعتبرهم أكثر من مجرد حيوانات، ثم تختطفهم قبيلة ثانية، لكن هذه القبيلة وحشية للغاية. حتى يتمكنوا من الهروب والعودة إلى البحر، حيث يشهدون اتفاقا احتياليا بين شخصيتين تاريخيتين من القرن الخامس عشر، كريستوفر كولومبوس وأمريكو فيسبوتشي. باختصار، هي قصة كتبها بطل الرواية، وليست رواية شفهية بصيغة المضارع. إنها نوع من المذكرات التي يتعهد بها الراوي عندما يرفض الملك استقباله في أوروبا. لذا، فهو، المحتقر، يسمح لنفسه بأن يكون وقحا ومهرطقا وفاحشا. ومن هنا تأتي مفارقات الرواية ومنعطفاتها، التي تتخللها دائما الفكاهة، والمفارقات التاريخية المتعمدة والمتطرفة والعبثية. إنها صورة عن العالم الجديد.
• تتناول رواية "الواقع"، فكرة الوهم من خلال سرد قصة إرهابيين يقتحمون مبنى قناة تلفزيونية أثناء مسابقة تنقل على الهواء مباشرة. ما الذي ألهمك كتابة هذه الرواية؟
المصادفة وحدها هي التي ألمهتني هذه الرواية. ذات يوم كنت مستلقيا على كرسي منغمسا في قراءة رواية "صحراء التتار" لدينو بوزاتي، وهي رواية أحبها، وفي الوقت نفسه كان هناك شخص ما في غرفة المعيشة يشاهد البث الأول لبرنامج الواقع "الأخ الأكبر" وفي لحظة معينة خطرت في ذهني جملة "إذا كان ما يلي سيُقرأ على أنه رواية، فيجب أن يقال على الفور إن الإرهابيين دخلوا القناة بشي اعتيادي: بالدم والنار، فنهضت وشرعت في الكتابة.
مواضيع ثانوية
• هل هناك شخصيات من أعمالك ما زال صداها يتردد في داخلك، وكيف تتناول كتبك موضوعات الحب والهوية والحالة الإنسانية بطرق غير تقليدية؟
أحب طرح المواضيع الثانوية، أي عكس المواضيع العالمية الكبرى التي تفسح المجال للصرامة والخداع. في مواجهة التظاهر بعدم الارتياح والطموح إلى أن أكون موضوعيا ومشاكسا وقاسيا، باستخدام هذا الموضوع أو ذاك، وكما قال بيوي كاساريس: "الفكرة الرئيسية تكمن في الشجاعة"، فإنني أفضل الكتابة عن الكائنات الفضائية، الذين أسميهم دائما المريخيين، كما يفعل الأطفال. وهذا يمنحني حرية هائلة (وهذه الحرية هي الشيء الوحيد المهم) للحديث عن الحب والهوية والحالة الإنسانية، مثلما يتحدث الأطفال عن حلزون انتحاري يبحث عن الماء على ضفة نهر أو عن طاقم مركبة فضائية غامضة فائق الذكاء. عندما يقتربون من الأرض يدخنون ويمارسون المقالب بعضهم ضد بعض. انا اعرفهم. سكان المريخ هم أصدقائي في طفولتي ومراهقتي في المدينة الريفية التي ولدت فيها، حتى لو كانوا يأتون من كوكب آخر.
• تجمع في كتاباتك بين الكوميديا السوداء والسريالية والتعليقات الاجتماعية. كيف يمكنك تحقيق التوازن بين هذه العناصر بشكل فعال؟
إنها تحضر معا عفو الخاطر. أنا لا أضع الخطط ولا أحسب أي شيء. أبدأ بجملة أو مشهد ثم أتقدم جملة أخرى، مشهدا آخر، حتى "يظهر شيء ما"، مثلما قال رولان بارت. بهذا المعنى أنا كاتب هيبيّ: أكتب دون خطة مسبقة وأترك نفسي حرّة خلال الكتابة.