لا يخلو حديث الوعود الوردية للذكاء الاصطناعي من إثارة المخاوف والتحديات المالية والاستثمارية، وهي تتكشف شيئا فشيئا مع التطور المتسارع لهذه التكنولوجيا، وليس آخرها خيبة آمال المستثمرين من أرباح سريعة تبدو تبتعد كل يوم أكثر مع انكشاف المعوقات أمام أحلام "التطور التوليدي" السريع وحاجاته من الرقائق والكهرباء خصوصا.
تبينت في الآونة الأخيرة حاجة مراكز البيانات العملاقة التي تقوم عليها هذه التكنولوجيا، إلى كميات هائلة من الطاقة الكهربائية لتشغيلها من دون توقف، وتوفير الطاقة من مصادر موثوق بها ومستدامة، متجددة أكانت أم تقليدية مثل النفط والغاز. وظهرت مراكز البيانات في موقع المنافس للمدن والمجتمعات والسكان على الموارد الحيوية التي تحتاجها من الكهرباء والمياه أيضا.
وبما أن الطلب على الطاقة، في الأساس، سيستمر في الارتفاع مع اندماج الذكاء الاصطناعي بمختلف الصناعات والقطاعات الاقتصادية، لا بد من خطوات وإجراءات تنظيمية من المشرعين على مستوى العالم لوضع حد لاستنزاف الطاقة على نحو ينظم استهلاكها ويحث على المساءلة بإزاء قضايا المناخ، واحتساب البصمة البيئية للذكاء الاصطناعي التوليدي وتعدين العملات المشفرة.