لا يترقب خبراء ومحللون سياسيون أي مفاجآت في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها السبت من حيث ترتيب المترشحين، فهناك مؤشرات كثيرة تشير إلى فوز مؤكد للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بولاية جديدة، لكن الذي يشغل بال الكثيرين بمن فيهم السلطة السياسية في البلاد نسبة التصويت وتجاوز عقدة 2019، حيث بلغت 39.93 في المئة وهي أدنى نسبة على الإطلاق في انتخابات رئاسية تعددية في تاريخ البلاد.
وتعد نسبة المشاركة مقياسا مهماً لشرعية النظام السياسي لا سيما إذا أخذنا بعين الاعتبار طبيعة الظروف التي ستجرى فيها الانتخابات لا سيما على المستوى الإقليمي.
وكما هو معلوم، جرت انتخابات عام 2019، وسط ظروف متوترة بسبب الاحتجاجات التي اندلعت يوم 22 فبراير/شباط 2019 في معظم المدن الجزائرية، واتساع رقعة المقاطعين وحملات الرفض والقطيعة الانتخابية الحادة في منطقة القبائل ذات الغالبية الأمازيغية، فآنذاك امتنع عن التصويت 62 في المئة من الناخبين الجزائريين.
وستستخدم نسبة التصويت في انتخابات السابع من سبتمبر/أيلول الحالي، كمقياس لمستوى الرضا الشعبي عن المسار السياسي المنتهج وأيضا السياسات المالية الاقتصادية وانعكاساتها الاجتماعية على المواطنين.
وتخيم أجواء من التفاؤل على طيف واسع من المحللين السياسيين بشأن ارتفاع معدل التصويت مقارنة بتلك التي سجلت عام 2019، ويردُ الدكتور مخلوف وديع أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة قالمة ذلك إلى الوعي بالمخاطر التي تحدق بالجزائر وتتربص بها، "لا سيما وأن ذكريات المواجهات الأمنية خلال العشرية السوداء التي عاشتها البلاد خلال الفترة الممتدة بين 1990 و2000 ما تزال في الذاكرة".
عامل آخر يستحضره الدكتور سليم حكيم، أستاذ العلوم السياسية في جامعة غرداية في حديثه لـ"المجلة"، ويتمثل في "الحضور اللافت والمؤطر في القواعد الشعبية فالرئيس المرشح يحظى بتجربة سياسية وبرصيد انتخابي اكتسبهما خلال فترته الرئاسية بين عامي 2019 و2024، فهو يحظى بدعم شعبي وسياسي واسع، أما المرشحان الآخران فهما يستندان على هياكل تنظيمية قوية".