لعب القطار منذ بداية استخدامه في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، أدوارا تاريخية متميزة في وحدة الأمم وتسريع تنميتها، وربطها بالعالم الخارجي، وتطوير التجارة والمبادلات، وفك العزلة. وتعتبر تجربة قطار "أمتراك" (Amtrak) في الولايات المتحدة الأميركية أحد النماذج المثيرة في تاريخ القطارات في العالم. إذ مكن من ربط ولايات الشمال بولايات الجنوب، والشرق بأقصى الغرب، من نيوهامشير إلى كاليفورنيا، ومن ألاسكا إلى تكساس. مما ساعد في انصهار المجتمع الأميركي وازدهار الاقتصاد، وتوسع الاستثمار والتجارة والسياحة.
على الضفة الشرقية للمحيط الأطلسي، يعمل المغرب حاليا على بناء شبكة جديدة حديثة وسريعة للسكك الحديد، بإضافة 1300 كيلومتر من خطوط القطار الفائق السرعة (Ligne à Grande Vitesse- LGV) بسرعة 350 كيلومترا، وتمديد 2800 كيلومتر إضافية لتسيير القطارات السريعة التقليدية والوطنية، لربط 43 مدينة في الشمال والوسط والجنوب بشبكة من القطارات المتعددة السرعات والاتجاهات، تتواصل مع 15 مطارا دوليا و12 ميناء تجاريا، لأجل تقليص المسافات وزمن السفر ومضاعفة أعداد السياح.