أثار أخيرا تقرير الوظائف الضعيف في أميركا مخاوف من اتجاه أكبر اقتصاد في العالم نحو الركود. فهوت أسواق الأسهم الأميركية، وانتشر الخوف إلى بلدان أخرى. وانخفض مؤشر "توبكس" الياباني بمقدار 15 في المئة عن أعلى مستوى سجله أخيرا؛ كما انخفض المؤشر الرئيس لألمانيا بمقدار 7 في المئة. فعندما تعطس أميركا، يصاب العالم بالزكام.
لكن التدقيق في أحدث البيانات يشير إلى أن الاقتصاد العالمي غير معرّض للخطر، وأن الذعر الذي أصاب الأسواق قد يكون في غير محله. لنبدأ بسوق العمل. فقد ارتفع معدل البطالة في أميركا من مستوى منخفض بلغ 3.4 في المئة في أبريل/نيسان 2023 إلى 4.3 في المئة في يوليو/تموز. ويشير التاريخ في الواقع إلى أن زيادة بهذا الحجم يصاحبها انخفاض في الناتج الاقتصادي، وذلك يؤدي بدوره إلى مزيد من الارتفاع في البطالة والإفلاس وانخفاض الدخل.
ربما تكون هذه الدورة مختلفة، كما تشير أسواق العمل في أنحاء أخرى من العالم الغني. فقد شهدت البطالة منذ أشهر عدة ارتفاعا بطيئا في كل مكان تقريبا. وارتفع معدل البطالة في ألمانيا من 2.9 في المئة، وهو أدنى مستوى بلغه أخيرا إلى 3.4 في المئة اليوم.