أدت التصريحات الأخيرة التي أدلى بها وزير الخارجية التركي هاكان فيدان عن العمل مع دمشق لـ"تحرير" حقول النفط السورية، إلى إحياء الاهتمام بموارد البلاد الهيدروكربونية المربحة شمال شرقي البلاد، التي تقع حاليا تحت سيطرة الجماعات الكردية العاملة تحت راية "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد). وتضم هذه القوات المدعومة من الولايات المتحدة، "وحدات حماية الشعب" الكردية، التي تقول تركيا عنها إنها الفرع السوري لحزب "العمال الكردستاني" المسلح، الذي تصنفه أنقرة وبروكسل وواشنطن كمنظمة إرهابية.
ونفذت القوات التركية في الفترة من 2016 إلى 2020 عمليات عسكرية فدخلت الأراضي السورية في الشمال وأبقتها تحت سيطرتها، بهدف إنشاء ما تعده أنقرة منطقة أمنية عازلة بوجه الجماعات الكردية في سوريا.
أما الآن، فيريد الوزير فيدان مساعدة سوريا على إعادة حقول النفط التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية "إلى الشعب السوري". ويأتي تصريحه هذا وسط سلسلة من الجهود الدبلوماسية التي تهدف إلى ترتيب لقاء بين الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بتسهيل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وكان الخلاف قد دب بين الرجلين منذ الانتفاضة السورية عام 2011 ومواجهة الأسد لها. وتستضيف تركيا الآن 3.2 مليون سوري، فر معظمهم هربا من قوات الأسد. وأي اجتماع يعقد بينهما لاستعادة العلاقات، سيتبع خارطة الطريق التي اتفق عليها المسؤولون الأمنيون من كلا الجانبين في بغداد.
تاريخ النفط السوري
بدأت أعمال التنقيب والحفر بحثا عن النفط في البلاد، بحسب وزارة النفط السورية، في عام 1933، حينما اكتشفت شركة النفط العراقية حقول النفط في كركوك بالعراق، التي تمتد إلى دير الزور شرقي سوريا. وكان أول تدفق تجاري للنفط عام 1956.
وبقيت أعمال الاستكشاف مقتصرة على الشركات الغربية حتى إنشاء الهيئة العامة لشؤون البترول عام 1958 فتولت أعمال التنقيب والإنتاج والتكرير والنقل وشراء المشتقات البترولية.
وبعد أن استولى حزب "البعث" على السلطة عام 1963، أصدر المرسوم التشريعي رقم 132 لعام 1964، الذي يقضي بمنع الشركات الأجنبية من الحصول على تراخيص التنقيب والاستثمار وحصر هذه الحقوق للدولة.
وبدأ إنتاج النفط جديا في مايو/أيار 1968، مع وصول أول برميل نفط إلى ميناء طرطوس من محطة الضخ في منطقة "تل عدس" شمال شرقي سوريا، بعد مرورها بمصفاة حمص.
وفي عام 1974 تأسست الشركة السورية للنفط إلى جانب شركات متخصصة أخرى مسؤولة عن التكرير والنقل، وجميعها تحت مظلة وزارة النفط والثروة المعدنية. وتشرف شركة النفط السورية على كافة جوانب صناعة استخراج النفط والغاز، منتجة أكثر من 50 في المئة من الدخل القومي للبلاد.
كما شهدت صناعة النفط السورية شراكات مختلفة بين الشركات المحلية وجهات أجنبية. ففي عام 1980، تأسست شركة "الفرات" للنفط التي تمتلك الدولة السورية 65 في المئة من أسهمها، بينما تمتلك الشركات الأجنبية وعلى رأسها شركة "شل" 35 في المئة.