كل شيء سينتهي في المحصلة لأن يكون في "خزينة أبو حلو". هذه هي العبارة الأكثر رواجا بين السكان المحليين في مدينة القامشلي، أقصى شمال شرقي سوريا، للتعبير عن الأحوال وشكل الحياة الاقتصادية في المدينة، وكامل المنطقة المحيطة بها.
فـ"أبو حلو"، الذي هو رجل أعمال وتاجر ومقاول ومهرب ووسيط مالي/سياسي، يكاد أن يملك كل شيء في هذه المدينة. حدث ذلك، بعد أن برز فجأة خلال السنوات العشر الأخيرة، التي اندلعت فيها الحرب شمال شرقي سوريا. هذه المنطقة التي صارت تُدار من قِبل إدارة ذاتية خاصة بها، محمية من قِبل "قوات سوريا الديمقراطية"، الحليف السياسي والعسكري الميداني للولايات المتحدة الأميركية وقوى التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب. في منطقة تُقدر بثلث مساحة سوريا، ويسكنها حوالي 5 ملايين نسمة، يقطنها خليط قومي عربي وكردي وسرياني وأرمني.
"أبو حلو" الذي كان حتى قبل سنوات قليلة يملك شركة صغيرة للتخليص الجمركي، إلى جانب بعض أعمال التهريب في المثلث الحدودي مع تركيا والعراق، تذهب التقديرات غير الرسمية إلى القول إن ثروته راهنا تزيد على عدة مئات من ملايين الدولارات. فهو يملك شبكة أخطبوطية من الشركات ووحدات الأعمال والعقارات والأراضي الزراعية والأرصدة المالية، المنتشرة في كافة مناطق سوريا، لكن المتمركزة والعاملة بالأساس شمال شرقي سوريا، وتربط هذه المنطقة مع باقي مناطق سوريا وحتى دول الجوار.