تعتبر الحركة التعاونية من أهم ارهاصات الفكر الاشتراكي وبرزت منذ أكثر من قرنين. بدأت الحركة في أوروبا في القرن التاسع عشر، خصوصاً في بريطانيا وفرنسا، وأدت الثورة الصناعية والتحولات في اتجاه مكننة الاقتصاد إلى تغيرات اجتماعية هددت معيشة العمال والكادحين. يذكر أن أول جمعية تعاونية استهلاكية تأسست في عام 1769 في مدينة فيونوك في شرق أيرشاير في بريطانيا. تبع ذلك تأسيس قساوسة ورجال دين عددا من الجمعيات التعاونية لدعم احتياجات الفقراء.
في حلول عام 1830، كان هناك مئات من هذه الجمعيات، عجز العديد منها عن الاستمرار ففشلت وأفلست. ولم تتوقف هذه الجمعيات عند حدود الجمعيات الاستهلاكية بل تــأسست أيضا كمصارف تعاونيـــة.
يعتبر روبرت أوين الأب الروحي لفكرة التعاونيات في بريطانيا. آمن أوين بأهمية توفير بيئة اجتماعية مناسبة ومستوى معيشة مريح للعمال وتمكينهم مع أبنائهم من تلقي التعليم والارتقاء بمهاراتهم المهنية. جاء بعد أوين عدد من المفكرين أبرزهم وليام كنيغ الذي طور الفكرة وساهم في دفع العمال إلى تأسيس الجمعيات التعاونية في عدد من البلدات.