تخطط الحكومة المصرية لتوطين صناعة السفن من خلال تطوير أسطولها البحري بعد سنوات شهدت فيها تراجعاً كبيراً في عمليات الصناعة والصيانة، مما دفعها إلى التفكير أخيراً في اتخاذ خطوات ثابتة لتطوير السفن وبنائها وإصلاحها، باعتبارها صناعة من الصناعات الاستراتيجية الأكثر أهمية. وتتنافس دول كبرى في هذا الصدد كالصين وكوريا الجنوبية واليابان بغرض تسيير اقتصادات العالم، فالسفن كما هو معلوم مستخدمة في تشغيل سلاسل إمداد الغذاء والطاقة في حين يشكّل نقل البضائع عبر الموانئ البحرية في عالم تقوده التجارة العالمية الحصة الكبرى من هذا التبادل. وتؤدي الحروب الاقتصادية دوراً كبيراً، فهي تجاوزت الصناعة والتجارة إلى الاستثمار الأجنبي وتحجيم فرص التعاون التكنولوجي، ناهيك عن فرض إجراءات معيقة لكل منهما بهدف السيطرة على الأسواق العالمية.
وتُعَد الصين رائدة في بناء السفن، بل وتهيمن عليها لجهة التمويل وبناء محطات الموانئ وتشغيلها وامتلاكها في كل أنحاء العالم. ويعود ذلك الى أسباب عديدة منها استخدامها مجموعة من الموانئ، بداية من بحر الصين إلى الخليج العربي، وموانئ أخرى في غرب أفريقيا، مما يثير مخاوف لدى الولايات المتحدة، فكلا البلدين يمثلان أكبر اقتصادين في العالم، وبالتالي تنعكس الحروب التجارية بينهما على الاقتصاد العالمي ككل.
صناعة السفن بين النمو والجدوى
تشهد صناعة السفن نمواً سريعاً لتوسع حجم التجارة العالمية في ظل الحاجة الدائمة إلى وسائل النقل البحري، وهي من أسباب الحروب التجارية. وتُعَد الصناعة في مصر مصدراً اقتصادياً كبيراً بتوفير عائد مادي من تسهيل حركة التجارة الداخلية من طريق نهر النيل، أو توفير احتياجات السوق المحلية والعالمية من طريق الموانئ البحرية. وتواجه هذه الصناعة في مصر العديد من التحديات لتعدد الجهات التي تصنّع المواد الخام وقطع الغيار والصناعات المغذية اللازمة لتوطين هذه الصناعة وخفض نسبة الاستيراد من الخارج.