في منتصف العام الماضي، ومع ارتفاع زخم استخدام الذكاء الاصطناعي في شتى المجالات، خضع برنامج المحادثة باستخدام الذكاء الاصطناعي "تشات جي بي تي" لاختبار يشبه تماما اختبار المجلس الأميركي للأشعة.
يخضع لذلك الاختبار في العادة أطباء الأشعة المتمرسون لتقييم معرفتهم وكفاءتهم وخبراتهم في تخصص علوم الأشعة. إلا أن العلماء أرادوا معرفة ما إذا كان الذكاء الاصطناعي قادرا على النجاح في ذلك الاختبار.
وفي مفاجأة غير متوقعة نجح "تشات جي بي تي" بتفوق في ذلك الاختبار الى درجة أجبرت الأشعةُ مُعدَّ الامتحان -الدكتور راجيش بهايانا في جامعة ميديكال إميجنيج الكندية- على تأكيد ضرورة البدء باستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي في مجال التشخيص الطبي.
ويمثل دمج الذكاء الاصطناعي في مجال علم الأمراض تقدما كبيرا في الطب التشخيصي. ومع القدرة على تعزيز دقة التشخيص وكفاءته، أصبحت أدوات الذكاء الاصطناعي على استعداد لتحويل الطريقة التي يشخص بها الأطباء الأمراض.
إلا أن إدخال هذه الأدوات الى العلوم الطبية يجلب أيضا تحديات جديدة، وخاصة في ما يتعلق بالأخطاء المحتملة التي قد تتسبب بها. فعلى عكس البشر، الذين هم عرضة للإرهاق والتحيزات الذاتية، يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي ارتكاب أخطاء متجذرة في التصنيفات الخاطئة الخوارزمية. بالتالي، فإن فهم التأثير السريري لهذه الأخطاء أمر بالغ الأهمية لضمان عدم طغيان العواقب غير المتوقعة على فوائد الذكاء الاصطناعي.
عملية تشخيص الأمراض معقدة وتتطلب معرفة طبية عميقة وخبرة سريرية واسعة. يعتمد الأطباء على مجموعة متنوعة من الأدوات والتقنيات والخطوات للوصول إلى التشخيص الصحيح والتي تشمل جمع التاريخ الطبي الشخصي والعائلي ومعرفة الأعراض الحالية للمريض، ومتى بدأت، ومدى شدتها، وما إذا كانت هناك عوامل تزيد أو تخفف حدة الأعراض.
كما يقوم الطبيب أيضا بعملية الفحص السريري التي تتطلب التحقق من وجود علامات مرضية مثل التورم أو تغيرات في لون الجلد أو وجود كتل وتورمات، علاوة على استخدام السماعة الطبية لسماع أصوات القلب والرئتين والأمعاء.
يقوم الأطباء في العادة أيضا بطلب مجموعة من التحاليل الطبية، والفحوص التصويرية أو حتى التنظير الداخلي واختبارات التحمل البدنية وغيرها.