مرت الذكرى الخامسة والعشرون لطرح اليورو عملة بديلة للأوروبيين بصمت ومن دون احتفالات. وقد برّر المتفائلون ذلك بأن اليورو أصبح راسخا إلى الحد الذي يجعل الذكرى السنوية لظهوره مجرد حدث غير مهم، أما المتشائمون فحبسوا الانفاس خشية وترقبا للانعكاسات الدراماتيكية المتوقعة لليورو في المستقبل القريب، جراء تمدد اليمين وتوسع دائرة المديونية في عدد من دول الاتحاد خلافا لمعايير "معاهدة ماستريخت".
يعود أول كلام عن ضرورة إنشاء عملة أوروبية موحدة إلى نهاية الستينات، حين تحدث تقرير لرئيس وزراء لوكسمبورغ بيار فيرنل عن إنشاء "اتحاد اقتصادي ونقدي" أوروبي يضمن السلام ويعزز مكاسبه. وتضاعفت المبادرات الرامية إلى تثبيت استقرار أسعار الصرف بين الدول الأوروبية، بعد انهيار نظام "بريتون وودز" في عام 1971، فظهرت عام 1972 "الأفعى النقدية الأوروبية" التي استبدلت عام 1979، بالنظام النقدي الأوروبي، وفي عام 1986 وُقّع القانون الموحد الذي حدد هدف استكمال السوق الداخلية بحلول نهاية عام 1992.
في عام 1989، وضع رئيس المفوضية الأوروبية جاك ديلور تقريره الذي أسس لظهور اليورو، وحدد الانتقال إلى الاتحاد النقدي الأوروبي على مراحل ثلاث. واستنادا اليه، وُقِّعت في كانون الأول 1992 "معاهدة ماستريخت" التي نصت على إنشاء الاتحاد النقدي الأوروبي وحددت "معايير التقارب" قبل المشاركة في هذا الاتحاد وهي: سعر صرف مستقر ضمن هامش محدد، ومعدلات تضخم وأسعار فائدة منضبطة قياسا بالمعدل الأفضل أوروبيا، ومالية عامة مستدامة لا يتعدى عجزها 3 في المئة ودينها 60 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.