شهدت الأشهر العشرة الماضية تحولات جوهرية في مسارات السياسة الإقليمية والدولية في الشرق الأوسط. وما ستؤول إليه تطورات الصراع في الأسابيع المقبلة سيحمل في طياته عواقب لا يمكن التنبؤ بها.
قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول، كانت المنطقة تتميز بعدة خصائص محددة. إذ كانت واحدة من المناطق القليلة في العالم التي تفتقر إلى بنية إقليمية شاملة لإدارة الصراع وتعزيز التعاون الإقليمي. كما كانت المنطقة موطنا لصراعين طويلي الأمد لم يجر التوصل إلى حلول لهما: الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، والصراع المستمر بين إيران وعدة دول في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، شهدت المنطقة أربع حروب أهلية ما زالت مستمرة حتى الآن في اليمن وسوريا والسودان وليبيا، إلى جانب وجود عشرات الجهات الفاعلة المسلحة غير الحكومية.