كل هذا الاهتمام يحدث مزيدا من جنون الاستثمار. ومن المتوقع هذا العام أن يرفع نحو ثلثي الشركات في عينة "الايكونوميست" نفقاتها الرأسمالية، في مقابل المبيعات، فوق متوسطاتها في خمس سنوات. وهناك كثير من الشركات التي تبني مصانع جديدة. ويشمل ذلك الشركة التايوانية التي تصنع الخوادم "ويوين"، وشركة "سوبرميكرو" الأميركية، وشركة "لومنتوم" الأميركية البائعة لكابلات الشبكات المتقدمة. وكثير منها ينفق المزيد على البحث والتطوير أيضا.
الاستثمار عبر الاستحواذ على الشركات
تستثمر بعض الشركات من طريق الاستحواذات. ففي هذا الشهر، قالت "إيه إم دي" إنها ستشتري الشركة الناشئة "سيلو إيه آي"، لتعزيز قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي. وفي يناير/كانون الثاني، أعلنت شركة "هيولت باكرد إنتربرايز" إنها ستنفق 14 مليار دولار لشراء شركة الشبكات "جونبر نتووركس". وفي ديسمبر/كانون الأول، أعلنت "فيرتيف" شراء شركة "كولتيرا" المتخصصة في التبريد السائل. وتأمل الشركة أن يساعدها ذلك في رفع إنتاجها من تكنولوجيا التبريد السائل بمقدار 45 ضعفا.
لكن مع تزايد الإنفاق، تتصاعد التهديدات التي تواجه سلسلة إمداد الذكاء الاصطناعي. ومن المشكلات الاعتماد الشديد على "إنفيديا". وقد أشار بارون فونغ من مجموعة "دلورو" للأبحاث إلى أن انتقال "إنفيديا" من إطلاق رقيقة جديدة كل سنتين إلى كل سنة، جعل سلسلة الإمداد بأكملها تسارع إلى بناء خطوط إنتاج جديدة للوفاء بالجداول الزمنية المتسارعة. وتعتمد مبيعات كثير من الشركات في سلسلة إمداد الذكاء الاصطناعي في المستقبل على إرضاء أكبر شركة مصنعة للرقائق قيمة في العالم.
تشكيك في حكمة هذا الانفاق الهائل
يرجع تهديد آخر إلى اختناقات العرض، لا سيما في توفر الطاقة. وثمة تحليل أجرته شركة الوساطة "بيرنشتاين" ينظر في سيناريو تُستخدم فيه أدوات الذكاء الاصطناعي في سنة 2030 بقدر ما يُستخدم "غوغل" للبحث اليوم. وذلك سيرفع نمو الطلب على الطاقة في أميركا إلى 7 في المئة سنويا، مقارنة بـ 0.2 في المئة بين سنتي 2010 و2022. وسيكون من الصعب بناء هذا القدر الكبير في سعة الطاقة بسرعة. ويشير ستيفن بيرد من بنك "مورغان ستانلي" إلى أن الاتصال بالشبكة في كاليفورنيا، حيث يمكن بناء كثير من مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، يستغرق ما بين ست وعشر سنوات.
يحاول بعض الشركات سد الفجوات بتوفير الطاقة خارج الشبكة. في مارس/آذار، باعت شركة الطاقة "تالن إنرجي" مركز بيانات متصلا بمحطة طاقة نووية لـشركة "أمازون" مقابل 650 مليون دولار. واخيرا، أبرمت شركة "كور ويف" الصغيرة المزودة للحوسبة السحابية للذكاء الاصطناعي، صفقة مع شركة "بلوم إنرجي" التي تصنع خلايا الوقود لإنتاج الطاقة في الموقع. وتعيد شركات أخرى تكييف المواقع مثل مواقع تعدين "البيتكوين" الموصولة بالفعل بالشبكة والبنية التحتية للطاقة. مع ذلك، فإن احتياجات الطاقة الخاصة بالذكاء الاصطناعي واسعة جدا بحيث تظل أخطار حدوث نقص في الطاقة يحد من النشاط قائمة.