إذا وجدت نفسك في إحدى حفلات الشواء الصيفية محاصرا بأشخاص يناقشون نظريات المؤامرة المتعلقة بوجود رقائق دقيقة في اللقاحات أو بتجمّع المتحرشين بالأطفال تحت غطاء مطاعم البيتزا أو دسائس الدولة التي تنبأ بها أشخاص مطلعون في منتديات مشبوهة على الإنترنت، فأنت بلا شك في حضرة مجموعة من مؤيدي نظريات المؤامرة من اليمين المتطرف.
وعلى الرغم من أن هناك استثناءات دائما، فإن الغالبية العظمى من الأميركيين الذين يشاركون في هذه النقاشات يخططون للتصويت لمقدّم برنامج تلفزيون الواقع السابق الذي تعرّض للمساءلة القانونية مرتين، ورجل الأعمال الذي يبيع شرائح لحم مجمدة والذي أُدين اخيرا بـ 34 تهمة جنائية تتعلق بتزوير سجلات تتعلق بدفع مبلغ من المال لإسكات نجمة إباحية.
الثقافة المضادة
في السابق، كانت هذه المناقشات مرتبطة بهبيّي الثقافة المضادة. ومن المؤكد أن هذه الشكوك كانت موجودة عبر التاريخ، فهل رفض بليني الأكبر علامات ثوران جبل فيزوف باعتبارها "أخبارا زائفة"؟ ولكن في الولايات المتحدة، زاد الاهتمام بنظريات المؤامرة بشكل ملحوظ خلال أواخر الستينات والسبعينات. هذه الحقبة، التي تدور أحداثها على خلفية موسيقى جيفرسون إيربلاين وثقافة استخدام الماريغوانا، شهدت انتشار هذه الأفكار ليس من خلال مدوني الفيديو وحسب، بل من خلال أفلام هوليوود أيضا.