أثارت زيارة سكرتير مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو إلى طهران بداية الأسبوع الماضي زوبعة من التكهنات والتوقعات حول تغيرات في السياسات الروسية في الشرق الأوسط. وتزامنت الزيارة مع تصعيد غير مسبوق بعد تلويح إيران بالردّ على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران، ورصد هبوط طائرات شحن عسكرية روسية في إيران، قيل إنها محملة بأجهزة رادارات وأدوات للتشويش الإلكتروني.
وأوحت تصريحات المسؤولين الإيرانيين وتقارير الصحافة الغربية والإيرانية بأن روسيا قررت الانحياز إلى إيران والقطع مع سياساتها السابقة في الشرق الأوسط المبنية على أساس المحافظة على توازنات دقيقة، واستمرار سياسة الحوار والأبواب المفتوحة مع جميع الأطراف لجني مكاسب أكبر من وجودها في سوريا، ومنع الانجرار إلى حرب إقليمية كبرى. وفي المقابل، امتنعت روسيا عن التعليق على التقارير الغربية والإيرانية بشأن تزويد إيران بأنظمة دفاع جوي متطورة أو طائرات حديثة، وواصلت تحذيرها من "استفزازات" يمكن أن تؤدي إلى اندلاع حرب إقليمية واسعة النطاق. وأكدت في الوقت ذاته على متانة علاقاتها مع إيران وتطورها في جميع المجالات.
وبدت موسكو حريصة على عدم ربط توقيت الزيارة بالتوترات بين إيران وإسرائيل. وتزامنا مع انطلاق الزيارة، ذكر مجلس الأمن الروسي، في بيان على موقعه الإلكتروني، الاثنين الماضي، أنها جاءت تلبية لدعوة تلقاها شويغو لزيارة العاصمة الإيرانية أواخر مايو/أيار الماضي، من أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي أكبر أحمديان. وأشار البيان إلى أن الطرفين يعتزمان مناقشة مجموعة واسعة من قضايا التعاون الثنائي: من المجال الأمني إلى المشاريع التجارية والاقتصادية، إضافة إلى مختلف جوانب الأمن العالمي والإقليمي.