عندما كنا طلابا جددا في كلية السينما بجامعة نيويورك، كنا نتبادل أنا وأصدقائي تحية غريبة، فحين يلتقي أحدنا بالآخر في الحرم الجامعي، كان يقول: "نحن نعيش على عصيدة الأرز!" فيما يرد الآخر: "سوف نكتفي بالدخن!".
استعرنا هذا الحوار من مشهد في فيلم "الساموراي السبعة" Seven Samurai(1954) للمخرج الياباني أكيرا كوروساوا، وهو فيلم فرض علينا إلى حد ما منذ اليوم الأول ليعلمنا مفاهيم حول لغة السينما، مثل اللقطة/اللقطة العكسية والجدار الرابع - وهي الاصطلاحات التي يفهمها طلاب اليوم بشكل حدسي، فهم يلعبون بأجهزة "آيفون" قبل أن يتمكنوا من المشي. على الرغم من تقديمه كواجب مدرسي، إلا أن حقيقة تحول "الساموراي السبعة" إلى نكتة داخلية بين الشباب الأذكياء الذين كانوا يبلغون في ذلك الوقت من العمر 18 عاما هو دليل على أن مشاهدة هذه التحفة الفنية العالمية ليست مجرد عمل روتيني. في الواقع، إعادة النظر في هذا الفيلم عن أخيار يواجهون معركة لا يمكن الفوز بها في ذكراه السبعين، والذي أعيد ترميمه وعرضه في دور السينما في أميركا الشمالية هذا الصيف، ذكرتني بأنه لا يزال ممتعا كما كان دائما.
نصب سينمائي
إذا كان يجب أن ننشئ نصبا تذكاريا - كجبل راشمور - لما يسمى بالأفلام الأجنبية المؤثرة من فترة منتصف القرن، فلا شك أن صورة توشيرو ميفوني في دور الساموراي المجنون كيكوتشيو من "الساموراي السبعة" ستكون من بين الوجوه الأربعة المنحوتة، بجانب شخصية الموت المقنعة من فيلم "الختم السابع" للمخرج إنغمار بيرغمان (1957)، ومارسيلو ماستروياني مع القبعة والسوط من فيلم "8½" للمخرج فيديريكو فيلليني (1963) الذي يحكي أسطورة فيديريكو فيلليني نفسه، والمراهق الهارب جان بيار لود في فيلم "400 ضربة" لفرنسوا تروفو (1959) (بالنسبة الى "الموجة الجديدة الفرنسية"، يمكن أيضا اختيار فيلم "لهاث" لجان-لوك غودار، لكنني أختار "400 ضربة" لأنه بهذه الطريقة جميعها تحتوي على أرقام في العنوان).