لندن- احتلت عملية الاغتيال التي استهدفت رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران نهاية يوليو/تموز الماضي، جل اهتمام الصحافة الإيرانية، خاصة الرد المتوقع ضد إسرائيل على تلك العملية من قبل إيران.
وفي هذا الشأن، دعا محمد صفري في مقال بصحيفة "سياست روز" إلى اتخاذ "قرار أكثر حزما في مواجهة إسرائيل"، واعتبر أن الرد المتوقع على عملية الاغتيال يجب أن يكون "أكثر حزما وأكثر ردعا وأكثر تدميرا" من الردود الإيرانية السابقة. وأضاف أن "كل محور المقاومة في لبنان والعراق وسوريا واليمن... يجب أن يشارك في المستويات المختلفة من هذا الرد". ورأى أن إسرائيل "ستواجه صعوبة بالغة وارتباكا في التصدي لمثل هذا الرد الشامل ومتعدد الجبهات الذي تشارك فيه أيضا فصائل المقاومة الفلسطينية". واستبعدت "سياست روز" دخول الولايات المتحدة في "مثل هذه الحرب لأنها ستكلف أميركا ثمنا باهظا وذلك بسبب دائرتها الواسعة والقوات والتجهيزات العسكرية المشاركة فيها".
وتناولت صحيفة "هم ميهن" في تقرير لها أبعاد الرد الإيراني على اغتيال هنية، جاء فيه أن اغتيال هنية في طهران انتهاك صارخ للسيادة الإيرانية، لكن "التيار المتشدد (في إيران) يقرع طبول الحرب بقوة ويطالب برد إيراني متزامن يستهدف المصالح الأميركية أيضا". وأضافت "هم ميهن" أن رئيس تحرير صحيفة "كيهان" (المتشددة)، حسين شريعتمداري، كان أول شخص يقترح سيناريو الهجوم الإيراني على القاعدة البحرية الأميركية في البحرين ومصالح أميركية في دول خليجية، ثم التحق خطيب جمعة مدينة مشهد أيضا بشريعتمداري مطالبا باستهداف القاعدة الأميركية في البحرين".
وتابعت "هم ميهن": "يعتبر التيار المتشدد أن استهداف إيران لقاعدة عين الأسد في 2020 للرد على اغتيال الجنرال سليماني، وعمليات (الوعد الصادق) للرد على الاستهداف الإسرائيلي لقنصلية إيران في دمشق ومقتل أحد القيادات العليا لـ(فيلق القدس) محمد رضا زاهدي، لم يكن على المستوى المطلوب، لأن الهجوم على عين الأسد لم يخلف أية خسائر بشرية في صفوف الأميركيين كما أن عمليات (الوعد الصادق) في الأراضي الإسرائيلية لم تؤد إلى خسائر بشرية في صفوف الإسرائيليين، وكانت بمثابة رسالة تفيد بأن إيران تملك القدرة والإرادة على توجيه ضربات أكبر". وأضافت الصحيفة أن "إيران لم تنجح في الحفاظ على قدرة الردع التي انتهت بعد اغتيال هنية في طهران".