مع حلول الصيف، تواجه الشركات فرصا وتحديات. عالميا، يزداد الإنفاق الاستهلاكي في قطاعات السياحة والسفر والتجزئة والغذاء والفنادق والمنتجعات البحرية، بينما تشهد قطاعات أخرى مثل الخدمات المالية تباطؤا. وتؤدي درجات الحرارة المرتفعة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى انتقال السكان إلى مناطق وبلاد تتمتع بطقس معتدل، حيث يزداد استهلاك الكهرباء، مما يحفز الاستثمار في الطاقة المتجددة. ويمكن أن تفضي المرونة في إدارة المؤسسات خلال هذا الفصل، مثل خيارات العمل عن بُعد، إلى تحسين أداء الموظفين. وتزدهر تجارة التجزئة للسلع الاستهلاكية الصيفية، كما تُفرَض قيود في وجهات سياحية شهيرة لحماية الثقافة المحلية من تبعات السياحة المفرطة وغياب المسؤولية في سلوك الزوار.
تستعد الشركات في مختلف أنحاء العالم لفترة من التحديات والفرص. يُعَدّ الصيف حاسما للشركات التي تجتهد لتحقيق الأرباح وتلبية طلبات المستهلكين خلال هذا الموسم، ويؤثر فصل الصيف بمختلف المؤشرات الاقتصادية عالميا، في العديد من المناطق، ولا سيما في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ودول مجلس التعاون الخليجي.
يؤدي الموسم إلى زيادة في الإنفاق الاستهلاكي، ولا سيما في قطاعات السياحة، والتجزئة، والأغذية، والمشروبات. وفق تقرير نشرته أخيرا منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، تحت عنوان "السياحة الدولية: من المتوقع أن تصل السياحة الدولية عام 2024 إلى مستويات ما قبل الجائحة"، بلغت أعداد السياح الدوليين عام 2023 نحو 88 في المئة من مستويات ما قبل جائحة "كوفيد - 19"، مدفوعة بالطلب المتجدد ورفع القيود المفروضة على السفر.
سلوك المستهلك واستراتيجيات الأعمال
على نقيض ذلك، تعرف بعض القطاعات تباطؤا. إذ كثيرا ما يشهد القطاع المالي تراجعا في نشاطه بسبب الإجازات. يفيد "جي. بي. مورغان" أن حجم تداول الأسهم ينخفض خلال أشهر الصيف، مما يؤدي إلى زيادة التقلبات في السوق. ويتوقع أيضا حدوث تراجع بنسبة 10 في المئة في سوق الأسهم هذا الصيف، بعد ارتفاع كبير منذ بداية السنة، بحسب "جي. بي مورغان". وأفاد مكتب التداول في المصرف في مذكرة حديثة، بأن مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" قد يختبر مستوى الدعم المساوي لخمسة آلاف نقطة، وقد ينخفض إلى ما دون ذلك، مع تراجع يصل إلى 10 في المئة، مما سيضع المؤشر عند نحو أربعة آلاف و800 نقطة.