- ما اللحظات المفصلية في الرواية ولماذا؟
أعتقد أن ذلك يعتمد على القارئ. بالنسبة إليّ، اللحظات الأهم هي عندما تدرك البطلة دورها في القطيعة مع أخيها. هذه هي اللحظات التي يتغير فيها منظورها، وتتجلى في عينيها الأشياء التي لم ترها من قبل - النقاط العمياء التي تصبح فجأة أوضح، والأشياء التي تفضل عدم التفكير فيها. ولكن أيضا لحظات الوحدة الكبيرة أو الذكريات المحبة والمرحة لأخيها. "فكرت في كل الحب الذي نتمتع به بداخلنا وكيف أن جزءا صغيرا منه فقط يصل إلى الأشخاص الذين نهتم بهم". هذه العبارة في الرواية مهمة بالنسبة إليّ، فقد اختبرت الشعور بالعجز كثيرا.
- الموت والصحة العقلية والأسرة هي المواضيع التي ناقشتها دائما في أعمالك. حدثينا أكثر عن هذا.
أنا مهتمة جدا بكيفية تواصل الناس. ربما ورثت ذلك عن والدي الذي كان معالجا نفسيا. الأشخاص الذين لا يظهرون أنفسهم، والذين يرتدون أقنعة أو يقيمون جدرانا حول أنفسهم، أجدهم مملين، ولا أرتاح في التعامل معهم، وأحيانا أشعر بالغضب منهم. لكن لكل شخص أسبابه الخاصة للاختباء، فلا يمكنك إجبار الناس على الخروج من قوقعتهم. استغرقت وقتا طويلا لإدراك هذه الحقيقة.
العلاقات الأسرية تهمني على نحو خاص. إلى حد كبير، يتم تعريفك من خلالها. شخصيا كان لدي روابط عائلية وثيقة للغاية. قطعت شوطا طويلا للتحرّر من سطوة الآخرين. ساعدتني الكتابة على التواصل بشكل أفضل مع ذاتي. وفي الوقت نفسه، كنت خائفة من ذلك أيضا، خائفة من إظهار نفسي للعالم الخارجي، خائفة من قوتي وقوة كلماتي أيضا. اضطررت إلى البحث بعمق للعثور على تلك الكلمات. لهذا السبب لم أقم بأول ظهور لي إلا في وقت متأخر من حياتي. كل شيء في حياتي، كنت متأخرة فيه. ميزة ذلك هي أنني حين أبلغ عمر 75 عاما، إذا سمحت صحتي بذلك، فمن المحتمل ألا أتوقف عن الكتابة، وأن أظل منخرطة بشكل كامل في الحياة.
الكتب والمسرح والأفلام، لكني أعتقد أن الشعور بالارتباط بالآخرين هو أكثر ما يلهمني. ومع ذلك، أنا في الواقع أخاف من الناس. لا أحب إجراء محادثات مع أشخاص لا أعرفهم، لأن الأمر غالبا ما يصبح محرجا. لكنني أحببت إجراء المقابلات عندما كنت صحافية لأنه كان لدي دور واضح وسبب وجيه لطرح جميع أنواع الأسئلة. خلال تلك المقابلات - خاصة مع الكتاب والممثلين والفنانين - كنت شجاعة وهذا جعلني قادرة على إجراء مقابلات حقيقية حققت لي أكثر من مجرد قصة جيدة. حينها لاحظت مدى فضولي الجائع، أشعر بالسعادة عندما أنجح في التواصل مع شخص ما، خاصة إذا كان هذا الشخص قادرا على تصغير ما يحدث لرؤية مدى عبثية حياتنا وكم نحن جميعا سخيفون، دون الاستهانة بآلام الآخرين. يمكن أن تكون الفكاهة شكلا من أشكال الحكمة، فهي تجعل الحياة أسهل. مثل هذه المقابلات يمكن أن تكون محفزة للغاية.
- من هم الكتّاب الأكثر تأثيرا فيك كقارئة؟
في السنوات القليلة الماضية، كنت أقرأ بشكل رئيسي لكاتبات، ليس لأنني أعتقد أنهن يكتبن أفضل من الرجال، ولكن لأنني أجد وجهة نظرهن واختيارهن للموضوعات أكثر إثارة للاهتمام في الوقت الحالي. عملهن أكثر إثارة. أقرأ كل يوم، عادة في المساء. الآن، أعيد قراءة رواية "أمي تضحك" لشانتال أكرمان. أنا معجبة جدا بأعمالها. كتبت بشكل متعمق عن العلاقات الأسرية من خلال مزج الفكاهة والبؤس. أرى أن أسلوبها السردي استثنائي.
كذلك أستمتع كثيرا بالكتب التي تحتوي على شيء غريب، والكتاب الذين لديهم لغة خاصة بهم. على سبيل المثال، كتاب "البركة" للكاتبة كلير لويز بينيت، والذي قرأته أخيرا. وأعمال ديبورا ليفي تتمتع بهذه الجودة أيضا. وريتشل كوسك وويتولد جومبروفيتش وكلاريس ليسبكتور، والكاتبة الهولندية مارتجي وورتل. هؤلاء هم الكتاب الذين يجرؤون على المخاطرة. عندما أقرأ أعمالهم أفكر دائما: لم أكن أعلم أن هذا ممكن، على ما يبدو، هذا مسموح به أيضا. هذه الكتابة تحررنا، وتسمح لنا بارتياد آفاق جديدة. وهذا يجعلني أرغب في الكتابة. للحظة يذهب الخوف. قبل أن أبدأ في النشر بنفسي، كانت ليديا ديفيس واحدة من الكاتبات اللاتي كان لهن هذا التأثير عليّ. كانت أعمالها القصصية بمثابة كتاب مقدس بالنسبة إليّ. تتألف بعض القصص من جملة واحدة فقط أو فكرة أو ملاحظة تبدو تافهة ثم تفصّلها الكاتبة. وبدا لي أن ذلك مسموح به في الأدب. لذلك ليس من الغريب أن تكون منشوراتي الأولى عبارة عن قصص قصيرة جدا.