كما عكس ذلك التصريح قلق وكالات الاستخبارات الأميركية من إمكانية تكرار ما حدث من تدخلات روسية في الانتخابات الأميركية لمساعدة الرئيس ترمب في الفوز بالانتخابات، بعد أن أكدت تقارير استخباراتية موافقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على القيام بحملة تأثير على الناخبين في محاولة لمساعدة ترمب، وبموجبها تجسست موسكو وأرسلت رسائل إلكترونية لتقويض الثقة العامة في العملية الديمقراطية وإلحاق الضرر بالمرشحة الديمقراطية آنذاك، هيلاري كلينتون.
هذه التهديدات، التي كانت تشكل خطرا في الماضي على العملية الانتخابية، أصبحت الآن أكثر خطورة وفتكا وأسرع انتشارا بسبب اعتماد الملايين من مستخدمي الإنترنت على تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
دقة ضعيفة
بعد دمج الذكاء الاصطناعي في الكثير من الاستخدامات العملية مثل إنشاء النصوص، والتدقيق اللغوي، واستخدام الذكاء الاصطناعي في محركات البحث للحصول على أفضل النتائج، وغيرها من الاستخدامات التي لا تعد ولا تحصى، أصبح من الصعب التأكد من صحة المعلومات المتاحة.
وطبقا لدراسة أجراها مركز "مشروعات الديمقراطية والذكاء الصناعي"، وموقع "Proof News"، فإن أغلب وأشهر روبوتات الدردشة مثل "جيميني"، و"غوغل"، و"تشات جي بي تي"، افتقرت جميعا إلى الدقة عن إجابة أسئلة عن الانتخابات.
وبشكل عام، كان أداء نماذج الذكاء الاصطناعي ضعيفا من حيث الدقة، حيث تم تصنيف نحو نصف استجاباتها الجماعية على أنها غير دقيقة من قبل غالبية المختبرين. وتم تصنيف أكثر من ثلث الإجابات على أنها غير كاملة أو ضارة من قبل خبراء التقييم، وتم تصنيف جزء صغير من الردود على أنها متحيزة.
على سبيل المثال، تحظر إحدى وعشرون ولاية، بما في ذلك تكساس، على الناخبين ارتداء الملابس ذات الصلة بالحملات الانتخابية في مراكز الاقتراع الانتخابية. لكن، عندما سُئلت روبوتات الدردشة عن قواعد ارتداء تلك الملابس للتصويت في تكساس كانت الإجابة "لا يحظر قانون تكساس على الناخبين ارتداء الملابس السياسية في صناديق الاقتراع".
وبالإجابة على سؤال لأحد روبوتات الدردشة عن كيفية المشاركة في الانتخابات بولاية كاليفورنيا، كانت الإجابة: "هل تتحدث الإسبانية؟"، قبل أن تتم الإجابة على السؤال، مما يزيد المخاوف من أن الذكاء الاصطناعي التوليدي من الممكن أن يكون متحيزا لصالح أو ضد قومية معينة.
وقد أثارت نتائج تلك الدراسة تساؤلات حول كيفية امتثال الشركات لتعهداتها الخاصة بتعزيز سلامة المعلومات والتخفيف من المعلومات الخاطئة خلال عام الانتخابات الرئاسية هذا.
وفي فبراير الماضي، تعهد عدد من عمالقة التكنولوجيا العالمية بالتصدي لانتشار الأخبار المزيفة خلال العمليات الانتخابية القادمة، حيث يتوقع إجراء أكثر من خمسين انتخابا في جميع أنحاء العالم هذا العام. ومن بين الشركات التي التزمت بهذا التحالف "OpenAI"، و"ميتا" (الشركة المالكة لـ"فيسبوك"، و"إنستغرام")، و"غوغل"، و"مايكروسوفت"، و"أمازون".
وفي حين أن هذا التعهد خطوة هامة لمكافحة أضرار الذكاء الاصطناعي التوليدي خاصة في العملية الانتخابية، تظل نسبة نجاح تلك التعهدات مرهونة بالإجراءات الداخلية لكل واحدة من هذه الشركات.
المجتمعات اللاتينية
من المتوقع أن هذا السباق الرئاسي بين الرئيس جو بايدن والرئيس دونالد ترمب يتم حسمه بفارق ضئيل جدا.
لذلك تزداد أهمية أصوات العرقيات الأخرى كاللاتينيين الذين يصل عددهم إلى نحو 36 مليون ناخب مؤهل للتصويت في الانتخابات القادمة طبقا لمعهد "رويترز" لدراسات الصحافة.
وهذه كتلة ضخمة من الأصوات الانتخابية مما جعلهم أكثر عرضة لحملات الأخبار الكاذبة وغير الصحيحة التي تم توليدها بالذكاء الاصطناعي التوليدي.