تعود جذور الاضطرابات في بنغلاديش إلى تفاوتات اقتصادية عميقة على رغم النمو السريع للبلاد. بدأت الاحتجاجات بسبب حصص الوظائف الحكومية التي اعتبرها المتخرجون الشباب متحيزة وتميز بين الناس في اقتصاد يكافح لتوفير وظائف كافية. كذلك لم يستفد جميع المواطنين من الطفرة الاقتصادية التي قادها قطاع صناعة الملابس والبنية التحتية، مما أدى إلى انتشار الإحباط والفساد على نطاق واسع.
في الأشهر الأخيرة، اجتاحت بنغلاديش موجة من الاحتجاجات والعنف أسفرت عن مقتل ما يقرب من 300 شخص وأدت إلى استقالة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة وفرارها من البلاد. بدأت الاحتجاجات كحركة ضد حصص الوظائف الحكومية، لكنها سرعان ما تطوّرت إلى صرخة أوسع ضد عدم المساواة الاقتصادية والفساد وتآكل الحقوق الديمقراطية. وبينما تُعتبَر الديناميكيات السياسية لهذه الاضطرابات حاسمة، لا تقل الأسباب الاقتصادية الكامنة أهمية في فهم عمق الأزمة واستمراريتها.
يُشَاد باقتصاد بنغلاديش كأحد أسرع الاقتصادات نمواً في العالم، وقد حقق إنجازات كبيرة في العقود الأخيرة. وباعتباره ثاني أكبر اقتصاد في جنوب آسيا، يحتل اقتصاد بنغلاديش المرتبة الخامسة والثلاثين عالمياً لجهة القيمة الاسمية، والمرتبة الخامسة والعشرين لجهة تعادل القوة الشرائية. لقد انتقلت البلاد من سوق طرفية إلى سوق ناشئة، إذ أصبحت عضواً في منطقة التجارة الحرة لجنوب آسيا ومنظمة التجارة العالمية.