تؤكد التوترات المتزايدة في البحر الأحمر بعد الغارة الإسرائيلية على ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون في اليمن، الأهمية الاستراتيجية المتزايدة لجيبوتي كقاعدة عسكرية للقوى العالمية الكبرى التي تراقب المنطقة.
وقد شنت إسرائيل هجوما على قواعد الحوثيين في الحديدة ردا على تورط الحوثيين المفترض في هجوم بمسيرة على مدينة تل أبيب الإسرائيلية، أودى بحياة مدني إسرائيلي.
وبحسب الجيش الإسرائيلي، فقد أطلقت المسيرة المستخدمة في الهجوم من الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون، وهي على الأرجح من طراز "صامد-3" إيرانية الصنع، بعد أن أدخلت عليها تعديلات لتوسيع مداها. وقد اعترض الإسرائيليون مسيرة أخرى خارج المجال الجوي الإسرائيلي شرقا في وقت هجومها نفسه.
وردت إسرائيل بشن هجمات على قواعد الحوثيين- وهي المرة الأولى التي تشن فيها إسرائيل هجمات على اليمن- مستهدفة على نحو رئيس المنشآت النفطية في الميناء. وبحسب مسؤولين يمنيين، فقد قُتل في الهجوم عدد من الأشخاص وأصيب عشرات آخرون.
وتزايدت التوترات بين الحوثيين وإسرائيل باطراد عقب الهجوم العنيف، الذي شنته "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول. وبدأت تلك التوترات بعد إعلان الحوثيين الحرب على إسرائيل في نوفمبر/تشرين الثاني، دعما لـ"حماس" التي تتمتع مثلهم بدعم إيران، وكلاهما حليف وثيق لإيران في المنطقة.
وقد تسبب الحوثيون منذ ذلك الحين في إحداث اضطراب كبير في طرق الملاحة الرئيسة في البحر الأحمر، إذ شنوا سلسلة من الهجمات على السفن التجارية التي يزعمون أنها على صلة بإسرائيل. وكان أن دفعت هجماتهم المستمرة القوى الغربية كالولايات المتحدة والمملكة المتحدة، إلى شن سلسلة من الضربات على مواقع الحوثيين بهدف الحد من قدرتهم على استهداف الملاحة في البحر الأحمر.
وكانت حاجة القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة لمراقبة التطورات في المنطقة، سببا في زيادة الأهمية الاستراتيجية والحيوية لدولة جيبوتي، هذا البلد الساحلي الأفريقي الصغير في القرن الأفريقي، الذي تحول إلى مركز عسكري رئيس تستخدمه مجموعة مذهلة من القوى العالمية.