أعادت التطورات الامنية الأخيرة في لبنان، الضاحية الجنوبية لبيروت، إلى مسرح الاحداث والإهتمام الإعلامي والسياسي العربي والدولي، وباتت البلدات العشر التي تتشكَّل منها عند جنوب العاصمة اللبنانية، والتي تشبه مدينة مترامية ومكتظة، تحت مجهر المراقبة والمتابعة، خصوصا بعدما اغتالت إسرائيل من يُعتَبَر وفق التسلسل الهرمي، قائد جيش "حزب الله" والمسؤول العسكري والميداني الأول فيه، فؤاد شكر، في وقت يخوض الحزب "حرب المشاغلة" دعماً لغزة من جنوب لبنان.
يلتبس لدى بعض اللبنانيين والعرب الوضع الجغرافي للضاحية الجنوبية، فيخالونها مدينة واحدة ملاصقة للعاصمة بيروت، تضم عند أطرافها الغربية مطار رفيق الحريري الدولي، وعدة مؤسسات رسمية وخاصة. فيما حقيقة وضعها الإداري أنها تجمع لبلدات وقرى تابعة لقضاء بعبدا في محافظة جبل لبنان، محا معالمها الريفية التقدم العمراني والمديني، بعدما أمّها بكثرة منذ أوائل الستينات من القرن الماضي، العمال والمياومون الشيعة، النازحون من مختلف قرى وبلدات الجنوب اللبناني والبقاع، طلبا للرزق والعمل.
أربعة عقود من المآسي
وهذا ما منح الضاحية وجها ديموغرافيا ومذهبيا شبه موحد، لتتحول بفعل ذلك، في العقود الثلاثة الأخيرة إلى معقل سياسي وأمني للثنائية السياسية الشيعية، المتمثلة في "حركة أمل" و"حزب الله"، ولتصير بحكم هذا الواقع، أحد أبرز الرموز الجغرافية التي تحتضن الأذرع السياسية والأمنية والإعلامية لـ"حزب الله"، والملجأ الموثوق به لقادته وكوادره.