في عصر الدولة العباسية وضع وزير المأمون الحسن بن سهل، شروطا وصفات يجب أن تتوافر في الأديب والمثقف، يقول: "على الأديب معرفة ضرب العود، ولعب الشطرنج والصولجان، وبعض الطب، والهندسة، والفروسية، والشعر، والأدب، وأيام الناس، وأحاديث السمر، ومحاضرات المجالس".
على الرغم من أن الفقهاء كان لهم موقف مناوئ ضد لعبة الشطرنج حيث اشتهر القول بتحريمها وبيعها ولعبها، وقال الذهبي عنها: "أما الشطرنج فأكثر العلماء على تحريم اللعب بها سواء كان برهن أو بغيره أما بالرهن فهو قمار بلا خلاف وأما إذا خلا عن الرهن فهو أيضا قمار حرام عند أكثر العلماء". إلا أن الماوردي ذكر في "الحاوي الكبير" أن عددا من الصحابة لعبوا الشطرنج ومنهم: "الحسن بن علي، وأبو هريرة، وعبدالله بن الزبير، وعبدالله بن عباس"، وكان عمر بن الخطاب يمر بهم ويشاهد لعبهم"، حيث روى الخطيب مولى سليمان بن يسار قال: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يمر بنا ونحن نلعب بالشطرنج فيسلم علينا ولا ينهانا.
وروى الضحاك بن مزاحم قال: رأيت الحسن بن علي مر بقوم يلعبون بالشطرنج فقال: ادفع ذا ودع ذا. وروى أبو راشد قال: رأيت أبا هريرة يدعو غلاما فيلاعبه بالشطرنج. وروى عبد الله بن عباس: أنه كان يجيز الشطرنج ويلعب بها.
لبّ الرجال
وروي عن عدد من كبار التابعين لعب الشطرنج، منهم سعيد بن المسيب، وسعيد بن جبير، وعكرمة، والشعبي، وكان المحدث الفقيه الكبير محمد بن سيرين يلعب بالشطرنج، ويقول عنها: هي: "لب الرجال".