غزة: أنتجت الحرب الشعواء التي تشنّها إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة، صورا شديدة القسوة، وثقتها الكاميرات وتناقلتها وسائل الإعلام وحسابات التواصل الاجتماعي عبر العالم. وعلى الرغم من الظروف المستحيلة التي يعيشها أهل القطاع يوميا منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، لم يتوقف الشعراء الفلسطينيون عن محاولة تجسيد المأساة والكتابة عنها، في مهمة ربما لا تكون جمالية بقدر ما تحمل همّ التوثيق ونقل الألم الفلسطيني إلى العالم.
تختلف ظروف كل شاعر عن الآخر خلال هذه الحرب، فمن بقي في شمال غزة، ليس كمن نزح إلى جنوبها. فنجد مثلا أن شمال غزة يعاني الجوع وشح المواد الغذائية، في حين يعاني نازحو الجنوب مأساة النزوح والعيش في الخيم والألم جراء فراق المكان، وضبابية المستقبل.
لكنّ مشاعر الألم والإحباط والخوف والتقزز مما ترتكبه إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني هي المسيطرة لدى الشعراء الغزيين، حيث يتم انتهاك كافة الأعراف الدولية بطريقة دونية تفقد الإنسان أمانه، وتعزز خوفه وعدم ثقته بمستقبله، فتصبح مهمة الشاعر أشد قسوة في تجريد ذلك ودمجه شعريا.
جوع وقصف
يواجه الشاعر حيدر الغزالي الباقي في شمال غزة، رحلة الدمار والجوع والنزوح، ويرصد شعريا، كيف يموت الإنسان الفلسطيني كل ثانية تحت القصف، حتى أنه نسي معنى الهدوء. ويرصد كيف تمسح صورة من العالم كأنها ورقة خارجة من المحبرة، تُمزّق، ثم ينتهي الأمر، وتتواصل الحياة.