بعد قرابة 900 يوم على بداية الحرب الروسية ضد أوكرانيا، بدا أن الكفة ترجح لصالح الجيش الروسي على الأرض مع تقدم بطيء لكنه متواصل منذ شهور، وتحول الجيش الأوكراني إلى الدفاع.
وتسبب فشل الهجوم الأوكراني المضاد صيف العام الماضي في تراجع الثقة بقدرة أوكرانيا على استعادة الأراضي التي احتلتها روسيا منذ بداية الحرب. وربما لعبت الخلافات بين الرئيس فلوديمير زيلينسكي وقيادات جيشه على أهمية الصمود والقتال حتى النهاية في مدينة باخموت رغم عدم أهميتها الاستراتيجية، ربما لعبت دورا في إفشال الهجوم المضاد، لكن العامل الحاسم حينها تمثل في بناء روسيا دفاعات وتحصينات قوية عرفت باسم "خطوط سوروفيكين" نسبة إلى الجنرال سيرغي سوروفيكين الذي تسلم لعدة شهور قيادة العملية العسكرية في أوكرانيا في أكتوبر/تشرين الأول 2022.
وفي حين يمكن النظر إلى سيطرة روسيا على باخموت في مايو/أيار 2023 على أنه انتصار رمزي نظرا لأنه لا يفتح على تقدم إضافي للقوات الروسية، فإن السيطرة الروسية على أفديفكا في فبراير/شباط من العام الحالي مثلت نقطة تحول كبيرة في الحرب، فسقوط المدينة التي صمدت طويلا وشكلت أهم خطوط الدفاعات الأوكرانية منذ 2014 يفتح المجال أمام القوات الروسية للتقدم نحو سلافيانسك وكراماتورسك المدن الرئيسة الخاضعة لسيطرة القوات الأوكرانية في جمهورية دونيتسك الشعبية.
وحسب التقارير المحايدة فإن روسيا تقترب من السيطرة على بلدة تشيسوفوي يار الاستراتيجية، ولكن المراقبين العسكريين المحايدين ينطلقون من أن استكمال سيطرة روسيا على كامل منطقة دونيتسك وزابوروجيا يحتاج إلى سنوات في حال استمرار وتيرة التقدم الحالية التي تتسم بمعارك كرّ وفرّ وانتقال للسيطرة على عدة مئات من الأمتار بين الطرفين المتحاربين.
ورغم نجاح روسيا في السيطرة على فولتشانسك وأجزاء من بلدة ليبتسي في مقاطعة خاركيف ضمن هجوم بدأ يوم 10 مايو الماضي، في محاولة على الأرجح، لفرض منطقة عازلة على الحدود لتخفيف الهجمات الأوكرانية بالطائرات المسيرة (درونز) على مقاطعة بيلغورود الروسية والمناطق الحدودية الأخرى، فإن الهجوم تباطأ كثيرا نتيجة لتجميع أوكرانيا قواتها في المنطقة، والحصول على إذن غربي باستهداف داخل الأراضي الروسية لمنع تقدم القوات الروسية في المنطقة.