تتسم طبيعة الزعيم الأعلى للصين شي جين بينغ بالتعقيد والتناقض. ففلسفته الاقتصادية تروج للاعتماد على الذات والانفتاح في آن واحد. وتتبنى رؤيته لصنع السياسات التصميم من الأعلى إلى الأسفل، لكنها تشجع أيضا على التجربة من الأسفل إلى الأعلى. في أثناء جائحة "كوفيد-19"، حث المسؤولين المحليين على القضاء على العدوى (وذلك يتطلب فرض الإغلاقات غالبا) وتعزيز النمو (وذلك يتطلب التنقل).
وتنطوي دعوته الأخيرة لتنمية "القوى الإنتاجية الجديدة" على دعم التقنيات المتقدمة، ولكن من دون إهمال الصناعات التقليدية. الشيوعيون يتعلمون الإيمان بقوة القوى المتناقضة، كما قالت شركة "تريفيوم" الاستشارية ذات يوم. لذا يتوقع السيد شي "أن يتأقلم رفاقه مع ذلك".
يمكن أن تكون أولويات السيد شي محيرة للآخرين. لنأخذ على سبيل المثل "الثابتين"، أحد شعاراته المفضلة، التي ترددت كثيرا في العام الماضي أو نحو ذلك. يشير هذا الشعار إلى الالتزام الثابت للحزب الشيوعي بالاقتصاد المملوك للدولة والمؤسسات الخاصة. أما التعهد، الذي يترجم أحيانا إلى "الاثنين اللذين لا يتزعزعان" أو "الاثنين اللذين لا يتغيران"، فظهر للمرة الأولى في عهد أسلاف السيد شي. وأعيد تأكيده في سنة 2013 عندما وعد حزبه "بتشجيع القطاع غير العام ودعمه وتوجيه تطويره بثبات". ولا شك في أنه سيظهر في "الجلسة العامة الثالثة" المقبلة، وهي جلسة تعقد مرتين كل عشر سنوات مخصصة للإصلاحات الطويلة الأجل، وستعقد بين 15 و18 يوليو/تموز.