لا شكّ أن هجوم أو "حادث" مجدل شمس في الجولان السوري المحتل يوم السبت الماضي هو أبرز وأخطر تطور في سياق الحرب الدائرة في المنطقة منذ تسعة أشهر، بعد هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي. قد يقول البعض إن الهجوم الإيراني على إسرائيل ليل 13-14 أبريل/نيسان الماضي كان أخطر تطورات الحرب، وهذا صحيح لجهة أن هذا الهجوم مثّل تحديا إيرانيا للخطوط الحمراء الإسرائيلية والأميركية، لكنه كان هجوما قابلا للاحتواء وقد نفذ من جانب إيران وفق حسابات وتقديرات تجعله قابلا للاحتواء وغير منفلت العواقب. أي إن هجوم 13- 14 أبريل كان من ضمن قواعد الاشتباك المعمول بها في سياق الحرب ولم يمثل خروجا عنها.
بينما هجوم مجدل شمس يفتح سياقا جديدا ضمن سياق الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وذلك بالنظر إلى أمرين: أولا هو هجوم أو حادث استهدف مدنيين في جغرافيا تحت سيطرة إسرائيل بشكل مباشر وبأكبر حصيلة منذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لكن الأهم أن الهجوم استهدف دروزا في جغرافيا تحت سيطرة إسرائيل، أي إنه يفتح على حساسيات المنطقة الطائفية والمذهبية وليس على الحساسيات الداخلية الإسرائيلية، أو الفلسطينية الإسرائيلية. إنه يصيب مباشرة الفالق الزلزالي للعصبيات الطائفية والمذهبية المتقابلة والمتناحرة في المنطقة، خصوصا منذ اندلاع "حروب الربيع العربي" وما شهدته من اقتتال بين الجماعات الدينية ولاسيما في سوريا.
وبالتالي فإن اتهام إسرائيل "حزب الله" بقصف مجدل شمس يخلق سياقا خاصا للهجوم ويجعل تداعياته غير مقتصرة وحسب على ردّة الفعل الإسرائيلية بل على إمكان أن يثير هذا الهجوم ردة فعل درزية في سوريا أو لبنان بالنظر إلى روابط الدم القوية جدا عند طائفة مثل الموحدين الدروز.