في صبيحة أحد أيام شهر نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2011، دخل رجلان إلى بنك في مدينة إيزناخ في شرق ألمانيا، فاعتديا بالضرب على الصراف ثم سرقا قرابة 99000 دولار. وتمكنت الشرطة المحلية بسرعة من تعقب الرجلين إلى شاحنة صغيرة كانت تقف على جانب طريق قريب. وسمع دوي إطلاق نار واشتعلت النيران في الشاحنة. وعثرت الشرطة في الداخل على جثتي رجلين. أطلق أحدهما النار على الآخر قبل أن يطلق النار على نفسه. وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، وعلى بعد نحو 160 كيلومترا من مكان الحادث الأول، أشعلت امرأة النار في شقتها باستخدام البنزين وهربت منها بعدما سمعت ما جرى في آيزناخ.
لم يكن الرجلان، أوي بونهاردت وأوي موندلوس، من لصوص البنوك العاديين، بل كانا ومعهما المرأة، بِياتي شخابي، جزءا من ثلاثي إرهابي من النازيين الجدد مصمّمين على تطهير ألمانيا من المهاجرين وأي شخص يعتقدون أنه يهدد الهوية البيضاء للبلاد. كشف تحقيق الشرطة عن أكثر من مجرد سلسلة من عمليات السطو على البنوك. كان بونهاردت وموندلوس قد سرقا الأموال لتمويل منظمتهما الإرهابية السرية، الحركة الاشتراكية الوطنية السرية (NSU)، التي ارتكبت سلسلة من جرائم القتل في جميع أنحاء ألمانيا، دون أن تقبض السلطات عليهما.
صدمة
عندما انكشف النقاب عن وجود جماعة الاشتراكيين الوطنيين، شعرت ألمانيا بالصدمة، وإن بقيت القصة محصورة إلى حدّ ما داخل البلاد ولم تنتشر في الخارج كثيرا. يهدف الكتاب الجديد للصحافي جايكوب كوشنر، "انظر بعيدا: قصة حقيقية عن جرائم القتل والتفجيرات وحملة اليمين المتطرف لتخليص ألمانيا من المهاجرين" ("غراند سنترال" للنشر)، إلى تغيير ذلك.