استحوذ إطلاق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لبطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية في الرياض اهتماما كبيرا من الصحافة والإعلام باعتباره الحدث السعودي الأكبر والأبرز خلال الأسابيع الماضية.
لتصبح السعودية بإطلاقها لكأس العالم هذا صاحبة السبق في التنظيم المتوافر فيه جميع شروط ومعايير وجودة هذه الألعاب وبرمجياتها، وقطاعاتها التي تسهم في تحولاتها وارتقاءها وتنوع أساليب منافساتها الدولية.
هذا الحدث العالمي منح الرياض مهمة تطوير وتأسيس منصة دولية خاصة بهذا المجال وإنشاء (مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية) الغير ربحية، والتي بدورها ستتولى تنظيم هذه البطولة في كل صيف اعتبارًا من العام 2024 الجاري. إضافة إلى جمعها للمهتمين والمسؤولين عن هذا القطاع، وكذلك اللاعبين المحترفين منهم والهواة. ويمكن لها في المستقبل أن تقدم ما يجعل منها مظلة ومرجعًا ومُقررًا ولاعبًا مؤثرًا في هذا المجال المتطور باستمرار.
ستلعب هذه البطولة العالمية أحد أهم الأدوار في جعل الرياض بيئة جاذبة مصنفة عربيًا ودوليًا كمركزٍ للألعاب الإلكترونية ليصبح هذا القطاع الحيوي رافداً أساسيا للسياحة ومساهمًا في توفير آلاف الوظائف.
هذه الألعاب المسيطرة على جميع الفئات العمرية بمختلف بلدان العالم ستغدو مصدراً كبيراً للإسهام في زيادة متوقعة للدخل القومي المحلي بواقع 50 مليار ريال بحلول عام 2030م، وهذه الأهمية ستجعل من القائمين عليها يتحركون وفق خطط ممنهجة ومدروسة.
ومن أجل إنجاح هذا المنجز أطلقت المملكة الاستراتيجية الوطنية للألعاب والرياضات الإلكترونية والتي ستمنحها فرصاً عديدة في إدارة هذا المصدر الاقتصادي الواعد، معتمدة في ذلك على طاقة وإبداع الشباب السعودي وهواة الألعاب الالكترونية التي وصفها ولي العهد بأنها: "المحرك للاستراتيجية الوطنية للألعاب والرياضات الإلكترونية، التي تلبي طموحات مجتمع الألعاب محليًا وعالميًا من خلال توفير فرص وظيفية وترفيهية جديدة ومميزة لهم".
تأتي هذه البطولة اليوم لتأكيد التغييرات الجذرية في مجال التكنولوجيا والتحول الرقمي، والذي من أجله تم تأسيس الاتحاد السعودي للألعاب الإلكترونية والذي يعد خطوة هامة في هذا الاتجاه
لقد بلغ عدد المتنافسين في هذه المسابقة أكثر من 1500 لاعب ولاعبة من نخبة الأندية الدولية في 22 بطولة، مع جوائز مالية بلغت 60 مليون دولار. لتعكس هذه الأرقام الكبيرة مدى اهتمام المسؤولين بالاستثمار في هذا القطاع المتنامي.
ولم تقتصر البرامج والفعاليات المصاحبة للبطولة على اللاعبين والمحترفين في مجال هذه الرياضات، وإنما شملت الجماهير العريضة من الشباب والمشجعين والهواة. إضافةً إلى ذلك باتت واحدة من أبرز المصادر للشركات والمستثمرين المحليين والعالميين لاستكشاف فرص جديدة في سوق الألعاب والبرامج المزدهر في المملكة بشكل واسع منذ عقود.
وتأتي هذه البطولة اليوم لتأكيد التغييرات الجذرية في مجال التكنولوجيا والتحول الرقمي، والذي من أجله تم تأسيس الاتحاد السعودي للألعاب الإلكترونية والذي يعد خطوة هامة في هذا الاتجاه، حيث أسهم في تنظيم العديد من المسابقات والبرامج التوعوية التي تستهدف رفع مستوى الوعي والثقافة الإلكترونية وبث روح التنافس في المجتمع.
شهدت هذه البطولة منذ إعلان انطلاقتها حتى افتتاحها مشاركة وإقبال من جميع أنحاء العالم، ويرجع ذلك لما تضمنته من مجموعة واسعة من الألعاب الشهيرة، وستستمر فعالياتها ومهرجاناتها المصاحبة حتى 25 أغسطس 2024.
من خلال استضافة هذه البطولة تسعى السعودية إلى ترسيخ مكانتها كوجهة رائدة في مجال هذا النوع من الرياضات
ومن المتوقع أن تكون هناك شراكات تجارية وتقنية هامة بين الشركات السعودية والدولية، هذا بالإضافة إلى الاستثمارات الضخمة في البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات، والتي ستعود بفوائد كبيرة على الاقتصاد السعودي على المدى الطويل.
وباستمرار هذه الجهود، من المتوقع أن تنتقل مصانع الألعاب الإلكترونية الكبيرة إلى أرض المملكة التي ستواصل جذب المزيد من الفعاليات العالمية، بالإضافة إلى ذلك ستسهم هذه الخطوة في تعزيز السياحة ومضاعفة أعداد الزائرين من مختلف دول العالم.
من خلال استضافة هذه البطولة تسعى السعودية إلى ترسيخ مكانتها كوجهة رائدة في مجال هذا النوع من الرياضات وهذا مما لا شك فيه سيتطلب مضاعفة الجهود وتنويع مصادر التثقيف وزيادة التوعية بأهمية هذا الرافد المستقبلي الهام، ورفع مستوى التعاون بين الجهات ذات العلاقة لتنفيذ وإنجاح الاستراتيجيات التي وضعت لهذا الإنجاز الضخم.
هذه البطولة لم تعد اليوم مجرد حدث رياضي بقدر ما هي بداية لعصر جديد يثبت أن السعودية قادرة على تبني المبادرات الابتكارية الإقليمية والدولية وتنفيذها بما يرفع من مكانتها الريادية في هذا المجال المستدام والمتجدد.