الحرب النفسية التي يشنها الإعلام الإسرائيلي وبعض الإعلام الغربي، منذ دخول لبنان معركة "المشاغلة" على حدوده الجنوبية، لم تحقق غايتها في ثني المغتربين اللبنانيين ومعهم قلة من السياح العرب والآسيويين من القدوم إلى بلاد الأرز، ولم تجد التهديدات المتكررة على ألسنة سياسيين وقادة عسكريين إسرائيليين، طريقها إلى تخويفهم من الاستمرار في ممارسة ما يجيدونه باحتراف وهو صناعة السياحة.
الواقع الذي فرضه اللبنانيون هذا الصيف، رسم مشهدية متناقضة، بين بلد تشير كل الدلائل الى أنه يقيم على برميل بارود، وبات قاب قوسين من اندلاع حرب لا تُبقِي ولا تَذر، فيما مئات الألوف من مغتربيه يدلفون إليه، حاملين آمالهم وتصميمهم على القيام بما يقدرون عليه من سياحة داخلية وأنشطة فنية، ورحلات لا تحسب حسابا للنار الجنوبية ووجودها أو تمددها.
ليست مشهدية الحرب المتوقعة في مواجهة "الهجوم" السياحي هي التناقض الوحيد المثير، بل هو إصرار هذا الكم الكبير من المغتربين على زيارة قراهم وبيوتهم وأهليهم، فيما البلاد تغرق كل يوم أكثر في الفوضى والأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.