وليام كوهين وزير الدفاع السابق في إدارة الرئيس بيل كلينتون

وليام كوهين وزير الدفاع السابق في إدارة الرئيس بيل كلينتون

[escenic_image id="5514336"]

وليام كوهين وزير الدفاع السابق في إدارة الرئيس بيل كلينتون خلال ولايته الثانية، في الفترة ما بين 1997 و2001. تم تعيين كوهين وزيرًا للدفاع بعد تقاعده من مجلس الشيوخ، حيث كان يمثل الحزب الجمهوري. لعب كوهين كوزير للدفاع، دورًا محوريًا في عمليات الولايات المتحدة في ثعلب الصحراء بالعراق وعملية حلف شمال الأطلسي "القوات المتحالفة" في كوسوفو. وشهد في عامه الثاني من تعيينه قيام تنظيم القاعدة بتفجير سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا. تحدث كوهين مع "المجلة" حول العديد من القضايا الإستراتيجية والأمنية في الشرق الأوسط، بما في ذلك خطط إيران النووية وتطور التواجد الدولي في أفغانستان.

المجلة: حتى لو افترضنا أن البرنامج النووي الإيراني مخصص للأغراض السلمية، مع الأخذ في الاعتبار أن لديهم الدراية والتكنولوجيا لإنتاج يورانيوم عالي التخصيب، هل تعتقد أن إيران لا يمكن أبدا الوثوق بها؟

إذا أخذنا في الاعتبار سلوك إيران في الماضي وحماسها غير المنطقي لامتلاك تكنولوجيا نووية، أعتقد أن عمليات التفتيش والمراقبة للمواقع الإيرانية هو الحد الأدنى الذي يجب القيام به. ويجب أن يكون ذلك هو النظام المتبع إذا كانت إيران تريد المضي قدمًا في برنامجها للطاقة النووية.

وأعتقد أنه سيكون هناك دائمًا شكوك حول هذا الموضوع، من حيث مخططاتهم. وقد ذكر الجميع، وكذلك نحن الأمريكيين، أن لكل بلد الحق في أن يكون له قوة نووية معينة طالما يمتثل امتثالًا كاملًا ويتماشى مع جميع الضمانات الدولية. ويمكن أن ينطبق ذلك على إيران أيضًا. ولكنني أعتقد أن عبء الإثبات على إيران سيكون كبيرًا للغاية في ضوء ممارستها الماضية و أهدافها التوسعية.

المجلة : وفقًا للسفير كارل إيكنبري، هناك تقدم في أفغانستان. هل تتفق معه في ذلك؟

هناك بعض التقدم على أرض الواقع ، ولكن لا تنسوا أن لدينا توصيات الجنرال ماك كريستال، التي قدمها في  تقريره والتي تم  عرضها على الرئيس. إنني لم  أطَّلع عليها، ولكن الصحافة  ذكرت هذه التوصيات التي تؤكد أنه في حالة عدم قيامنا بتوحيد القوات في أفغانستان، فإن احتمالات التعرض لخطر الفشل تصبح عالية جدًا. لذلك كنا على منحدر، أو كان  الفشل ممكن الحدوث، من وجهة النظر الأمنية. ولكن في الآونة الأخيرة، تغير الوضع كثيرًا أو على الأقل ضعفت احتمالات الفشل. والآن مع إرسال الولايات المتحدة لثلاثين ألف جندي إلى أفغانستان، بالإضافة إلى سبعة وربما ثمانية آلاف من أعضاء منظمة حلف شمال الأطلسي الأوروبي، أصبح هناك أمل كبير في أن يتحسن الوضع إلى حد كبير. لكن هذا لا يمنع أن المخاطر ستظل موجودة وإن كانت لا تزال تتدرج من متوسطة إلى مرتفعة حتى مع إضافة أربعين ألفًا من الجنود الجدد. ولذا يجب أن تتزامن جهود قوات الحلفاء في أفغانستان مع العمل مع الجيش الباكستاني بطريقة أكثر تركيزًا، لمساعدته على التركيز  في التعامل مع  حركة طالبان وحتى لا يظل يعتمد فقط على المساعدات التي  تقدمها الولايات المتحدة له  للتعامل مع طالبان.

المجلة: يقول الشعب الأمريكي الآن: "إن الهدف الرئيسي من إستراتيجية أوباما الجديدة هو كسر القوة الدافعة لحركة طالبان". فما رأيك في  فرص التفاوض إذا حدث ذلك ؟

حسنًا، ذلك سيعتمد علي ما سيحدث. فبعض عناصر حركة طالبان قد تكون لهم مصلحة في عدم ارتباطهم مع العناصر الأكثر تطرفًا، وربما تلقي سلاحها وتوافق على الأقل بأن تغير من سلوكها بشكل يجعلها على الأقل لا تشكل تهديدًا لاستقرار البلاد. نحن نحاول استكشاف ما إذا كان ذلك ممكنًا. على أية حال، كما قال الجنرال بترايوس، هناك البعض في حركة طالبان الذين يجب أن يتم التعامل معهم بشكل جيد ولا يتم ازدراؤهم، فما علينا إلا أن ننتظر.

المجلة: هناك أدلة على أن العلاقة بين تنظيم القاعدة وحركة طالبان ليست بالضبط قصة حب. هل يمكن إقناع حركة طالبان الأفغانية بان تقطع العلاقة مع تنظيم القاعدة ؟

الأمر يتوقف على مدى النجاح الذي حققناه على أرض الواقع، لدرجة أن طالبان ترى أن هناك الآن خطة جديدة والتزامًا جديدًا وتركيزًا على تحقيق الأمن في أفغانستان مما سيؤدي إلى عواقب مأساوية على أمن وبقاء أعضاء طالبان. ويمكن أن يغير ذلك آراء طالبان ويتسبب في مزيد من الانفصال.

المجلة : لا يبدو أن  الحكومة الباكستانية معنية ببرنامج الولايات المتحدة للطائرات بدون طيار. في رأيك ما الجوانب الإيجابية للبرنامج؟

يتضح من الوضع الحساس لباكستان أنها لا ترحب بوجود أي قوات أجنبية داخل أراضيها. ومع ذلك بقدر ما تستطيع الولايات المتحدة تشغيل هذه الطائرات تحت سيطرتهم، فإنهم سوف يعتبرون البرنامج شيئًا مفيدًا جدًا. لقد كانت ناجحة تمامًا، ولكنها كانت ثمرة شراكة تعاون بين البلدين، بدلًا من قيام  الولايات المتحدة بدخول الأراضي الباكستانية لتنفيذ هذه الهجمات.

المجلة: أصبحت الصومال قضية مماثلة لأفغانستان في فترة التسعينيات، حيث تسيطر حركة الشباب الصومالية، على البلاد من خلال وجود علاقات قوية بينهم وبين تنظيم القاعدة. إذا ما الذي يمكن عمله حيال ذلك؟

يجب أن يكون هناك حل دولي. الشيء الأول الذي يجب أن يحصل المرء عليه في الصومال مرة أخرى هو الاستقرار. وذلك قد يتطلب نشر قوة عسكرية على مستوى دولي هناك. فأي مكان يتواجد به الفقر واليأس، يمثل مرتعًا خصبًا لتنظيم القاعدة، يأتي إليه محاولًا بيع وتسويق أيديولوجيته الإرهابية. فالأمن الاقتصادي والأمن العسكري يسيران جنبًا إلى جنب وذلك يجب أن يكون له أولوية قصوى في جدول الأعمال الدولي.

المجلة: هل تعتقد أننا نعيش في عالم أكثر خطورة مما كان عليه عندما كنت وزيرًا للدفاع في إدارة الرئيس السابق بيل كلينتون؟

أجل، العالم أصبح أكثر خطورة، ففي أثناء الحرب الباردة،  كنا نعيش على حافة الهاوية ونخشى أن يتم تبادل الضربات النووية بين الاتحاد السوفيتي السابق والولايات المتحدة، مما شكل بالتأكيد تهديدًا وجوديًا ليس للولايات المتحدة فقط، بل للدول أخري أيضًا. ما رأيناه منذ ذلك الوقت هو إضفاء الطابع الديمقراطي على الإرهاب، من خلال إتاحة المعلومات عنه بالشكل الذي نراه الآن. فقد كان توماس فريدمان يصف العالم الآن بأنه أصبح منبسطًا،  ويشير إلى أن هذا العالم المنبسط يعني أن المعلومات الآن توزع على نطاق عالمي، ومثلما كان بيل جيتس يمتلك التكنولوجيا الحديثة، فإن بن لادن يملك الآن هذه التكنولوجيا. ونتيجة لذلك، أصبحنا الآن في وضع يمكن فيه لعدد قليل من الناس أن يتسببوا  في أضرار و كوارث. وهؤلاء الأشخاص يصعب التعامل معهم، لأنك في هذه الحالة لا تتعامل مع عقلاء؛ وإنما تتعامل مع متطرفين لديهم الاستعداد لتفجير أنفسهم. وإذا كان لديهم فرص الحصول على التكنولوجيا النووية، فإن ذلك يشكل تهديدًا خطيرًا للأمن في جميع أنحاء العالم، لذلك هو عالم أكثر خطورة بفضل المعلومات المتاحة حاليًا لأي شخص.

هذا لا يعني أننا لا يمكننا التعامل مع الأمر، فنحن بالتأكيد نضيف تدابير دفاعية، خاصة التدابير الاستخباراتية من خلال تبادل المعلومات، ولكن لأننا ديمقراطيون فإننا ما زلنا عرضة للخطر. ما يتعين علينا القيام به هو محاولة تحسين التعاون الإقليمي والدولي من أجل تهميش العناصر المتطرفة وتقليلها والسيطرة عليها باستمرار بأفضل ما نستطيع وإلقاء القبض عليهم إذا تمكنا. وذلك سيحتاج إلى عمل جيد للشرطة بجانب العمل العسكري. والشيء الأساسي هنا هو جمع معلومات عن الأفراد، كما يحدث في باكستان في الآونة الأخيرة. بالتأكيد سمعت عن هؤلاء الأمريكيين الخمسة الذين كانوا في طريقهم إلى باكستان لتلقي التدريب من أجل البدء في تنفيذ العمليات العسكرية والأعمال الإرهابية ضد القوات المسلحة في أفغانستان. وهذا يعني أن هناك جهدًا جيدًا للشرطة هناك بحيث يتم استهداف هؤلاء الأفراد وجمع المعلومات عنهم ومراقبة مكالماتهم الهاتفية. هناك مناقشات أخرى حول كيفية تحقيق التوازن بين جمع المعلومات والحفاظ على خصوصية الأفراد. وهذا يعني أن علينا أن نتبادل المعلومات على أساس دولي وأن نتعاون ليس فقط في محاولة وقف تدفق المعلومات والتكنولوجيا ووقوعها في أيدي المتطرفين، ولكن أيضًا في منعهم من القيام بأي تصرف إرهابي . وفي النهاية يمكنني القول بأننا نعيش في عالم محفوف بالمخاطر.

font change