دخلت تونس رسميا سباق استقطاب الاستثمارات لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره، وذلك بعد توقيع مذكرتي تفاهم، الأولى مع مجمع "توتال إنرجيز" والمجمع النمسوي "فريوند" باستثمارات تقدر بنحو 40 مليار يورو، هي الكبرى في تاريخ البلاد، والثانية مع مجمع "أكوا باور" السعودي بتكلفة استثمارية إجمالية تناهز 6.2 مليارات دولار.
وتقدر الاستراتيجيا التونسية للهيدروجين الأخضر أن يصل حجم التمويلات المطلوبة لتنفيذ خططها الهيدروجينية أو "وادي الهيدروجين" التونسي الى 117.2 مليار يورو (127 مليار دولار) بما يعادل الضعفين ونصف ضعف الناتج المحلي الإجمالي للبلاد البالغ 48.5 مليار دولار.
وضعت المذكرتان الموقعتان قبل شهرين، اللبنة الأولى لخريطة طريق طموحة تهدف الى تحويل تونس الى مركز إقليمي جاذب للاستثمار في إنتاج الهيدروجين الأخضر، بما من شأن أن يؤهلها للتحول الى لاعب أساس في المنطقة من خلال التموضع كأحد أهم مزودي أوروبا من هذا الوقود. هذا تحديدا هو جوهر المذكرة الأولى الموقعة مع "توتال إنرجيز" و"فرويند" التي تستهدف إنتاج 8.3 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر سنويا في أفق عام 2050.
وتفتح المذكرة الثانية مع "أكوا باور" الباب لتوطين إنتاج مشتقات الهيدروجين الاخضر، التي حددت سقف انتاج 600 ألف طن من الهيدروجين الاخضر سنويا، وخصوصا مادة الأمونيا المهمة لتصنيع الأسمدة التي تستوردها تونس بالكامل، ومع تقلبات السوق والندرة وصعوبات توفير التمويلات تحولت الى صداع متواصل بين السلطات والمزارعين خلال السنوات الاخيرة.