لم تترك الحرب على غزة شيئا إلا وأتت عليه، حتى تحولت حياة الإنسان الغزي إلى كتلة من الآلام والبكاء على الذكريات والمقتنيات، ومن ضمنها المكتبات المنزلية، التي يعكف الكتّاب والشعراء والمثقفون والفنانون على اقتنائها وتنميتها طوال سنوات. فمع استمرار الحرب في تدمير غزة تدميرا شاملا، أضحت المكتبات المنزلية لمعظم كتاب غزة، أثرا بعد عين وشاهدا على حجم الدمار الذي حلّ بالقطاع خلال شهور عشرة من الحرب.
سألنا الكاتب يسري الغول الذي لا يزال في شمال غزة عما تعنيه له مكتبته الشخصية، فأجاب: "المكتبة هي بيتي الأساس، ففي رحابها اعتدت قضاء معظم وقتي، وبفقدانها فقدت آلاف الكتب التي تتنوع ما بين الرواية والقصة والشعر والمسرح، بالإضافة إلى الكتب الفكرية والفلسفية ومجموعة من الكتب النادرة".
تكوين ثقافي
يروي الغول أن مكتبته كانت جزءا من تكوينه الشخصي والثقافي ومن صقل تجربته الأدبية، "فمع الوقت تتحول المكتبة إلى رفيق تحدث مفارقته شرخا كبيرا في الروح. وقد دمر الاحتلال منزلي بالكامل، بما في ذلك مكتبتي التي قضيت سنوات في تكوينها، وشهدت ذكرياتي ورحلتي مع الكتابة وكانت مستودع مشاعري وأفكاري".