كان من المفترض أن يكون الهجوم الإسرائيلي على ميناء الحديدة في اليمن في أعقاب غارة "الحوثيين" بطائرة مسيرة استهدفت تل أبيب بمثابة "رسالة" إلى إيران، على حد تعبير وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت من أن "النيران المشتعلة حاليا في الحديدة يمكن رؤيتها في جميع أنحاء الشرق الأوسط". والرد الإسرائيلي هو تعديل على "عقيدة الأخطبوط" الإسرائيلية الخاصة بإيران ووكلائها.
قُدّمت "عقيدة الأخطبوط" لأول مرة من قبل عضو مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي الوزير نفتالي بينيت في عام 2018 عندما ألقى خطابا قال فيه إن على إسرائيل أن تنظر إلى إيران على أنها "رأس أخطبوط" وأن وكلاءها– ذكر في ذلك الوقت "حزب الله" و "حماس" والميليشيات في سوريا– مثل أذرع الأخطبوط. وأوضح أن إسرائيل كانت تركز جهودها على محاربة الأذرع، معتبرا هذا الأمر غير كاف.
وبعد وقت قصير من الهجوم "الحوثي" بطائرة مسيرة على تل أبيب، استشهد رئيس الأركان العامة الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، بمبدأ بينيت بقوله: "إن إيران تقف وراء كل ما يحدث. هذه الطائرة المسيرة إيرانية، أليس كذلك؟... والأموال التي تستخدم في تمويل حفر الأنفاق هنا تأتي من إيران... في النهاية، إنها أخطبوط له أذرع كثيرة". ومع ذلك، لم يدعُ هاليفي إلى ضرب رأس الأخطبوط، بل ركز على التميز والفعالية في مكافحة الأذرع المختلفة للأخطبوط.
هذا التوجه يأتي على الرغم من استحضار بينيت لــ"عقيدة الأخطبوط" في أعقاب الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل في أبريل/نيسان الماضي، عندما قال: "لقد قاتلنا دائما أذرع الأخطبوط، لكننا نادرا ما ضربنا رأسه الإيراني. يجب أن يتغير هذا الآن".
وأكد رد إسرائيل المحدود والمدروس على الهجوم الصاروخي الإيراني في أبريل/نيسان افتقار الحكومة الإسرائيلية للرغبة في تطبيق "عقيدة الأخطبوط" الخاصة ببينيت. ورأت إيران في هذا الرد فرصة للتصعيد ضد إسرائيل عبر وكلائها، مدركة أن الانتقام الإسرائيلي سيكلف وكلاءها ثمنا باهظا، بينما تظل طهران بعيدة عن الأذى المباشر.