على مر التاريخ، من الأباطرة إلى الباباوات، ومن الملوك إلى الرؤساء، اكتشف أصحاب المناصب العليا الجانب المظلم لهذه المناصب، الذي يتجلى في التهديد الدائم بالاغتيال. ومن بين جميع القوى الغربية ربما تكون أميركا الدولة الأكثر عرضة لخطر الاغتيال السياسي، حيث يترسخ حق حمل السلاح بشكل يصل حد القداسة في دستورها.
يعتبر الرئيس السابق ترمب، الذي نجا بصعوبة من مثل هذا المصير، أن منح جميع الأميركيين الحق في حمل السلاح هو أحد أهدافه السياسية الرئيسة. في الواقع، وفي وقت سابق من هذا العام، تعهد ترمب بحماية حقوق حيازة الأسلحة بقوة إذا فاز بإعادة انتخابه للبيت الأبيض، قاطعا عهدا رسميا، في حال أعيد انتخابه، بالتراجع عن جميع القيود التي فرضها خليفته، الرئيس جو بايدن.
ومن المفارقات في دعم ترمب لقوانين حيازة الأسلحة أن تلك القوانين نفسها هي التي مكّنت توماس ماثيو كروكس، المسلح البالغ من العمر 20 عاما الذي حاول اغتيال الرئيس السابق خلال تجمع انتخابي حاشد يوم السبت، من شراء البندقية الأوتوماتيكية القوية من طراز "AR-15" التي استخدمت في الهجوم.
وحقيقة أن ترمب نجا بصعوبة من الهجوم، بعد أن أصابت إحدى رصاصات القاتل أذنه، تعني أن حملته الانتخابية ستتلقى بكل تأكيد دفعة كبيرة بعد أن جرى تصويره، في اللحظات التي تلت الهجوم مباشرة، وهو يرفع قبضته ويصرخ "فلنقاتل، فلنقاتل، فلنقاتل".
منذ وقوع حادث إطلاق النار يوم السبت، توحي جميع المؤشرات بشكل مؤكد أن ترمب سيحظى الآن بارتفاع كبير في معدلات شعبيته. بعد أن كان متقدما بالفعل على بايدن في الاستطلاعات قبل حادث الإطلاق، ويتوقع منظمو الاستطلاعات أن يسجل ترمب زيادة قياسية في تقييماته بعد أن قبل رسميا الترشيح ليكون المرشح الجمهوري الرسمي لانتخابات نوفمبر/تشرين الثاني في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري هذا الأسبوع في ميلووكي.