لم يكن اختيار السيناتور الجمهوري جي دي فانس من ولاية أوهايو نائبا رئاسيا مفترضا لدونالد ترمب، المرشح الرسمي للحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، أمرا مفاجئا. إذ إن اسمه كان في التداول منذ فترة طويلة نسبيا إلى أن قرر ترمب اختياره بعد نقاشات كثيرة داخل حملته الانتخابية، خصوصا مع ولديه إيرك ودونالد اللذين، حسب مصادر صحافية، طالبا والدهما بقوة باختيار فانس.
ورغم عمره السياسي الحزبي القصير، نحو عامين فقط في مجلس الشيوخ الأميركي كسيناتور جمهوري، فإن لفانس سجلا علنيا من المواقف الجمهورية المحافظة على مدى فترة طويلة قبل دخوله الرسمي في السياسة وتحوله إلى سياسي جمهوري بمواقف شديدة المحافظة في السياستين الداخلية والخارجية.
تتسق هذه المواقف كثيرا مع موقف ترمب سواء بخصوص الضرائب أو الإجهاض أو الاقتصاد أو الإنفاق العسكري، لجهة السياسات الداخلية، أو الحرب الروسية- الأوكرانية و"حلف شمال الأطلسي" (الناتو) وكيفية التعاطي مع دور أميركا في الشرق الأوسط، لجهة السياسات الخارجية من جهة أخرى.
كرئيسه ترمب، يدعو فانس إلى "الحمائية الاقتصادية"، أي فرض تعريفات جمركية كبيرة على الواردات الصينية مثلا، و"الانعزالية السياسية"، أي عدم دخول الولايات المتحدة في مشاكل الدول الأخرى ونزاعاتها ما دامت هذه المشاكل والنزاعات لا تؤثر بشكل مباشر وحقيقي على مصالح الأمن القومي. ويطالب بتحويل التركيز الأميركي إلى آسيا، ومواجهة "خطر" الصين المتصاعد اقتصاديا وجيوسياسيا.
بخصوص الشرق الأوسط، كانت أول تجربة لفانس في العراق، حيث خدم في قوات مشاة البحرية الأميركية هناك نحو ستة أشهر عام 2005، بوصفه مراسلا حربيا ضمن مكتب العلاقات العامة في القوات المسلحة. كان هذا بعد تخرجه من الثانوية، وقبل ذهابه إلى الجامعة. يصف تلك الفترة بأنها الفصل التعريفي في حياته، لأنها أعطته حسا بالمسؤولية وهدفا في حياته المقبلة.
للرجل آراءٌ تكاد تكون متطابقة مع آراء ترمب: تخفيف الوجود العسكري الأميركي هناك، ومواجهة إيران، فضلا عن دعم قوي ومفتوح لإسرائيل.