أصيب الرئيس الأميركي الأسبق فرانكلين ديلانو روزفلت بمرض شلل الأطفال، وهو في عمر التاسعة والثلاثين (1921). فكان مضطرا إلى الاعتماد على كرسيّ متحرّك، إلا أنه لم يظهر للعامة بهذه الصورة، بل كان حريصا على الظهور واقفا، أو على الأقلّ مستندا إلى ابنه، ومُنعت الصحافة من تصويره على الكرسيّ المتحرك، أو خلال خروجه من السيارة، كما دأبت المرافقة الأمنية له على منع أيّ شخص من اختلاس صور له على تلك الشاكلة، وللمفارقة، استطاع إكمال فترته الرئاسية، الأطول في تاريخ أميركا (1933-1945) دون أن يعرف الجمهور الأميركي بمدى سوء حالته الصحية، فالرئيس لا يجب أن يظهر بمظهر الضعيف، لا سيما جسديا، بل يجب أن يوحي دائما بالقوة والسيطرة والثقة.
الأمر نفسه ينطبق على الرئيس وودرو ويلسون الذي أصيب بسكتة دماغية تسبّبت بشلله خلال فترته الرئاسية، إلا أن الجمهور لم يعرف بذلك إلا بعد انتهاء رئاسته في 1921، ويقال إن زوجته ساهمت في إبقاء الأمر سرّا، بل وتولّت إدارة بعض شؤون الدولة. وفي حين لم يكن مرض دوايت أيزنهاور (تولى الرئاسة لفترتين 1953-1961) واضحا جسديا، فقد كان يعاني من مرض القلب و"داء كرون" المعوي وأصيب بسكتة قلبية في بداية فترته الرئاسية الثانية، وذلك كله ظلّ بصورة أو بأخرى محجوبا عن الجمهور.
الرئيس الخارق
وعلى الرغم من أن دونالد ريغان، الرئيس "الكاوبوي" المعروف بصلابته، أصيب بالزهايمر بعد انتهاء فترته الرئاسية، إلا أن ابنه اعترف لاحقا بأن عوارض المرض بدأت بالظهور على والده خلال توليه الرئاسة. لعلّ ذلك ما دفع بالكاتب البريطاني ج. ج. بالارد إلى كتابة قصة قصيرة، في زمن رئاسة ريغان، تتمحور حول الحالة الصحية للرئيس، متخيّلا اندلاع الحرب العالمية الثالثة وانتهاءها، دون أن يعرف أحد بذلك، لأن الجميع منشغل لحظة بلحظة، عبر جميع وسائل الإعلام، بمتابعة حال الرئيس الصحية.