محاولة اغتيال الرئيس السابق دونالد ترمب فشلت، واقتصرت الأضرار على جرح في أذنه. لم تكن الأولى في تاريخ الولايات المتحدة، ولكنها من المرات القليلة جدا التي يتعرض فيها مرشح رئاسي لمحاولة اغتيال. حدث شيء مشابه مع الرئيس ثيودور روزفلت أثناء سعيه للعودة إلى الحكم سنة 1912، ولكنه نجا كما نجا ترمب. أما المرشح الديمقراطي روبرت كينيدي، فكان مصيره الموت عندما أطلق عليه المواطن الفلسطيني سرحان سرحان النار في مطبخ فندق "الامباسادور" في مدينة لوس أنجليس، يوم 5 يونيو/حزيران 1968. وهناك رؤساء تعرضوا لمحاولات اغتيال عدة، نجوا منها ولكن الحظ لم يحالفهم حتى النهاية وكان مصيرهم النهائي القتل، مثل أبراهام لينكولن وجون كينيدي. تستعرض "المجلة" كل الاغتيالات الرئاسية في أميركا، ومحاولات الاغتيال التي لم تنجح منذ ولادة الجمهورية حتى اليوم.
الاغتيالات
الرئيس إبراهام لينكولن، اغتيل أثناء حضوره مسرحية "ابن عمنا الأميركي" على مسرح فورد بواشنطن يوم 14 ابريل/نيسان 1865، وكان القاتل جون وايلكس بوث ممثلا معروفا وأحد الانفصاليين الذين هزموا على يد الحكومة الاتحادية في الحرب الأهلية. الخطة كانت تقضي باختطاف الرئيس وتبادله مع جنود انفصاليين معتقلين من الجيش الكونفدرالي المنحل. ولكن بوث قرر قتله بعد أعلان لينكولن عن عزمه السماح للأميركيين السود بالتصويت في الانتخابات. دخل بوث المقصورة الرئاسية وأطلق النار على رأس لينكولن من الخلف، ما أدى إلى وفاته بعد يوم.
الرئيس جيمس غارفيلد، اغتيل في محطة القطار يوم 2 يوليو/تموز 1881، بعد أقل من أربعة أشهر على دخوله البيت الأبيض. فقد قابله الكاتب شارل غيتيو بعيارات نارية، أصابت الرئيس في كتفه وظهره، وبقي طريح الفراش طيلة 79 يوما، قبل أن يفارق الحياة في 19 سبتمبر/أيلول 1881. اعتقل الجاني وأثناء محاكمته قال إنه قتل جيمس غارفيلد لأنه لم يعينه سفيرا في فرنسا. أعدم القاتل شنقا في يونيو/حزيران 1882.
الرئيس وليام ماكنلي، اغتيل أثناء حضوره معرضا كبيرا في مدينة بوفالو في ولاية نيويورك، يوم 6 سبتمبر 1901، عندما أطلق عليه القاتل الرصاص وأصابه في البطن. كان الجاني عاملا فقيرا وثائرا على الأغنياء والسلطة، اعتقل وحكم عليه بالإعدام على الكرسي الكهربائي. أما الرئيس ماكنلي، فقد توفي متأثرا بجراحه يوم 14 سبتمبر 1901، ومن بعدها وجه الكونغرس الأميركي بتخصيص حماية أمنية مشددة لكل الرؤساء.
الرئيس جون كينيدي، تعد حادثة اغتياله هي الأشهر في تاريخ أميركا، يوم أطلق على موكبه النار في مدينة دالاس بولاية تكساس في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 1963. كان راكبا سيارة سوداء مشكوفة مع زوجته، يلوح للناس مبتسما عندما أصابته الرصاصات في الرأس والظهر، وخرجت من حلقه. اعتقل القاتل المنشق عن الجيش لي هاري أوزولد، وعند إدخاله إلى مقر شرطة دالاس للتحقيق، أغتيل على يد رجل يدعى جاك روبي، صاحب ملهى ليلي في دالاس. قال روبي إنه قتل أوزوالد انتقاما للرئيس كينيدي، وتوفي في السجن سنة 1967.
أما عن محاولات الاغتيال، فقد تنوعت أساليبها ما بين الرصاص والطعن والرسائل المفخخة:
الرئيس أندرو جونسون، تعرض لمحاولة اغتيال على مدخل بناء الكابيتول يوم 30 يناير/كانون الثاني 1835، عندما أطلق عليه الرسام ريتشارد لورانس النار من مسدسين، لكنه لم يصبه. ضربه الرئيس بالعصا على رأسه، وبعد معاينته قيل إنه مجنون ونقل إلى مستشفى الأمراض العقلية حتى وفاته سنة 1861.
الرئيس أبراهام لينكون، تعرض لمحاولة اغتيال قبل تسلمه الحكم وبعد انتخابه رئيسا، يوم 23 فبراير/شباط 1861. عند مروره في مدينة بالتيمور بولاية ماريلاند، أطلق عليه عيارات نارية من مصدر مجهول، وقيل إن محاولة الاغتيال كانت مفتعلة من فريقه الانتخابي. وفي أغسطس/آب 1864، تعرض لمحاولة اغتيال ثانية على يد قناص وهو خارج من البيت الأبيض، وحيدا دون حراسة. أما المحاولة الثالثة، فقد أودت بحياته سنة 1865.